أنهيت الحديث هنا عن كل ما كنت أرغب في إثباته عن حرية النفس وعن قدرتها على انفعالاتها . وهكذا ندرك ما هي منزلة الحكيم ، وما مدى تفوقه على الجاهل الذي لا ينقاد إلا لشهواته . والجاهل ، فضلاً عن كونه تتقاذفه العوامل الخارجية بشتى الطرق ولا ينعم إطلاقا برضى النفس الحقيقي ، يكاد يكون على غير وعى تماما بذاته وبالإله وبالأشياء ، وحالما يكف عن الانفعال فهو يكف عن الوجود أيضا . اما الحكيم ، من حيث هو حكيم ، فإن الاضطراب لا يعرف إلى قلبه منفذا ، بل هو – نظرا إلى ما يتصف به ، وفق ضرورة أزلية محددة ، من وعى بذاته وبالإله وبالأشياء – لا يكف عن الوجود أبدا وينعم بانبساط الروح الحقيقي . – وإذا بدا السبيل الذي أشرت إليه صعبا للغاية ، فلا يتعذر مع ذلك الاهتداء إليه ، فلا شك أن كل ما يندر وجوده يصعب بلوغه ، إذ هل يعقل ، لو كان الخلاص في متناولنا وبوسعنا الفوز به دونما عناء شديد ، ألا يعبأ به أحد تقريبا ؟ لكن كل ما يكون صعب المنال بقدر ما يكون نادرا .
الأخلاق : دراسة وفقاً لقواعد الهندسة
$13.39
أنهيت الحديث هنا عن كل ما كنت أرغب في إثباته عن حرية النفس وعن قدرتها على انفعالاتها . وهكذا ندرك ما هي منزلة الحكيم ، وما مدى تفوقه على الجاهل الذي لا ينقاد إلا لشهواته . والجاهل ، فضلاً عن كونه تتقاذفه العوامل الخارجية بشتى الطرق ولا ينعم إطلاقا برضى النفس الحقيقي ، يكاد يكون على غير وعى تماما بذاته وبالإله وبالأشياء ، وحالما يكف عن الانفعال فهو يكف عن الوجود أيضا .
4 متوفر في المخزون
ISBN: | 9789777094849 |
الصفحات: | 354 |
نوع الكتاب: | Hardbook |
تغليف الكتاب: | Softback |
دار النشر: | دار كنوز للنشر والتوزيع, منشورات البندقية للنشر والتوزيع |
دولة النشر: | Egypt |
المؤلف: | باروخ سبينوزا |
عام النشر: | 2019 |
التصنيف: | التاريخ و العلوم , العلوم الإجتماعية , الكتب العربية , التنمية البشرية , تطوير الذات , مترجم , العلوم الإجتماعية , الفلسفة , الدراسات الفلسفية |
معلومات إضافية
الوزن | 0.310 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 2 × 14.5 × 21 سنتيميتر |
دور النشر |
مراجعات (0)
كن أول من يقيم “الأخلاق : دراسة وفقاً لقواعد الهندسة” إلغاء الرد
عن دار كنوز للنشر والتوزيع
دار نشر مصرية
منشورات البندقية للنشر والتوزيع
عن المؤلف
"باروخ سبينوزا (بالهولندية: Baruch Spinoza) هو فيلسوف هولندي من أهم فلاسفة القرن 17. ولد في 24 نوفمبر 1632 في أمستردام، وتوفي في 21 فبراير 1677 في لاهاي.
في مطلع شبابه كان موافقًا مع فلسفة رينيه ديكارت عن ثنائية الجسد والعقل باعتبارهما شيئين منفصلين، ولكنه عاد وغير وجهة نظره في وقت لاحق وأكد أنهما غير منفصلين، لكونهما كيان واحد. امتاز سبينوزا باستقامة أخلاقه وخطّ لنفسه نهجا فلسفيًا يعتبر أنّ الخير الأسمى يكون في ""فرح المعرفة"" أي في ""اتحاد الروح بالطبيعة الكاملة"".
حياته
ولد سبينوزا في عام 1632م في أمستردام، هولندا، لعائلة برتغالية من أصل يهودي تنتمي إلى طائفة المارنيين. فقد كان والداه يهوديين هاجرا من البرتغال. اضطر كثير من يهود شبه جزيرة أيبريا (إسبانيا والبرتغال) إلى الهجرة لكثير من دول غرب أوروبا هروبًا من اضطهاد السلطات هناك. وفي البداية اضطروا إلى اعتناق المسيحية، أما بعد أن وجدوا مناخًا متسامحًا في هولندا فقد عادوا مرة أخرى إلى اليهودية. كان والده تاجرا ناجحًا في أمستردام، ولكنه متزمت للدين اليهودي وبالإضافة إلى تجارته تولى كثيرًا من المناصب الدينية في المجتمع اليهودي هناك، بل وعددًا من المهام التدريسية المنصبة على تعاليم التلمود.
"
كتب تهمك
لم تشاهد أي من الكتب بعد
التعليقات
لا توجد مراجعات بعد.