اشتهر طبيب الأعصاب سيغموند فرويد بتطويره لنظريات التحليل النفسي ،وطرقه، والتي تعد النواة لأساليب النفسي الحديث التي تعتمد على تحدث المريض عن مشاكله دون أي عوائق. وقد ساهمت نظرياته وأبحاثه في علاج العديد من الأمراض النفسية، وفي تفسير سلوكيات المجتمعات والثقافات على الرغم من تكريس فرويد حياته من أجل الصحة النفسية للآخرين، فإنه لم يسلم من الوقوع ضحية لبعض الاضطرابات النفسية. فقد كان يعاني من رهاب السفر، وكان يغشى عليه في حضور زملائه الموهوبين .

هذا الكتاب ترجمة إلى العربية لخمس محاضرات ألقاها فرويد في الولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر عام 1909م، وتعد هذه المحاضرات علامة فارقة من تاريخ فرويد الشخصي وتاريخ التحليل النفسي إذ أنها كانت المرة الأولى التي يجري فيها تعريف الجمهور الأمريكي – الأنجلوموني – بالتحليل النفسي، والذي ظل لمدة طويلة علمًا ألمانيًّا بالدرجة الأولى وأوروبيًّا بالدرجة الثانية.

يعتبر نشر تلك المراسلات بمثابة الكشف عن سر ثمين يوضح علاقة مهمة ومثيرة في مسار كلًا من يونغ وفرويد، وما يتضمنه ذلك من تأثير على حركة التحليل النفسي وطبائع روادها. كما تؤثر على فهمنا للمدرستين العلميتين المختلفتين.