أقرر جازماً في هذه المقدمة القصيرة أن الشعراء النبط بعامة، ولصقرٍ النصافي بخاصة حقاً علينا لم نقم بالوفاء به، ولئن كانت هذه المقدمة مدخلاً لدراسة متواضعة عن صقر، خاصة به، فإني أرى أننا قصرنا بحقوق صقر وأمثاله من شعراء النبط الكبار، ولم نهتم بالقيام بدراسات أدبية منهجية ووافية عنهم، بحجة أن شعرهم لم يكن بالفصحى.
لقد كان صقر النصافي شاعرًا أدى الوظيفة الكاملة والتامة للشاعر العربي، مثل جيله، وتحدث عن مشاعره وآلامه وأمانيه، وسجل بشعره كثيراً من معالم مجتمعه، وعبر عن تجاربه الإنسانية بصدق واقتدار، وطرح مشاعره وأحاسيسه بجرأة وصراحة. فماذا نطلب من الشاعر أكثر من ذلك !
وحين يتصدى المدافعون عن الفصحى أو الشعر الفصيح، فليكن ردنا عليهم بأنهم هم الذين أكدوا أن صقراً وأمثاله من كبار شعراء النبط يمثلون امتداداً تاريخياً لأجدادهم القدامى شعراء الجاهلية والعصور التالية الإسلامية.
وبعد، فأرجو أن يجد القارئ الكريم فى هذه الدراسة، التي توخيت فيها التبسيط وعدم التعقيد، وتحاشيت التشدد في إخضاعها لقواعد البحث ومصطلحاته، لتكون في متناول الجميع أملاً في أن ينال صقر النصافي وغيره من شعرائنا من أهل البادية حظهم من الدراسات الوافية وهم لذلك أهل، لما في أشعارهم من إبداع إنساني لا يقل رقياً ورفعة وجمالاً عن غيرهم من أصحاب الشعر الفصيح.
والله الموفق.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.