وأنت ترى اختلاف الآراء، وتباين الأحكام في ماكياﭪيلي وكتابه، ونحن نعتقد أن أصحاب الآراء الطاغية فيه إنما هم فريق مَنْ لم يَتَفَهَّموه، ولم يمعنوا النظر في معانيه الدقيقة، أما أصحاءُ النظر، وسليمو الذوق والفطرة فيرون فيهِ ما يراه المعجبون به، وها نحن نخْتم هذه النبذة برأي العلامة المعاصر (لويجي ريسي) أحد شُرَّاح ماكياﭪيلي في كتابه: “الأمير ومؤلفه”.قال لويجي ريسي أحد شُرَّاح كتاب الأمير:
“إن كتاب الأمير هو أعظم مؤلَّفات ماكياﭪيلي، وله لدى أهل الفضل كافة مكانةٌ لم ينلها سواه من تصانيف صاحبه، وعدا ذلك فإنه معدود بين الأسفار الخالدة في لغته الأصلية، فلا عجَب إذْ عُدَّ في غيرها كذلك. ويتعذر علينا أن نلمَّ بمحاسن هذا الكتاب وفضل واضعه. وقد يجد الراغب فيما كتبه ماكولي النَقَّادة الإنجليزي الشهير عن ماكياﭪيلي أكبر مؤرِّخي إيطاليا، وأحذق ساستها ما يشفي الغليل. إنما أردنا للقارئ أن يستوعب ما كتبه ماكولي، ليعلم كيف أنه في نقده نسخ آراء المؤلف ومَسَخَها، وغيَّر فيها وبدَّل من معانيها مع أنه كان يستفيد منها؛ ويسترشد بها. غير أنه لم يَر أنْ يُكافئ صاحبها على فضله، إلا بتوجيه سهام النقد إلى ما كتب، والتشهير باسمه، فنفَّر الناس بذلك عن ماكياﭪيلي وكتابه، بعد أن اتَّهمه بأنه سنَّ أقسى وأفظع الأنظمة، ووصمهُ بابتداع أظلم خطة للتحكُّم في الأعناق.
ومن العجيب أن يُتَّهم ماكياﭪيلي بذلك، وهو الذي قضى أيام شبابه وكهولته في خدمة أهل وطنه، والسعي في تأسيس بناء العدل ليعيشوا في ظله. وقد جلب عليه تطرفه فقدان منصبه في جمهورية فلورنسة. فهل يعدل في حكمه مَنْ يتهم مثل هذا الرجل بمساعدة أهل البغي والطغيان في مفاسدهم؟ إنما كتب ماكياﭪيلي ما كتب ليدلَّ الناس على مواطن الغدر؛ ليفطنوا إلى صنوف الخداع فيما يُدَبَّر ضدهم، وما يُدَسُّ لهم من الدسائس. ولو أن الناس قدَّروا قوله حق قدره، وأعاروا آراءه أفئدة واعية، ما تمكن أحدٌ من إيذائهم. فمن الغبن – والأمر ما ذكرت – أن يعود اللائمون باللائمة على ماكياﭪيلي؛ لأن كلامه ذهب صرخة في وادٍ، ونفخة في رماد.
والعاقل لا يرى عتبًا على قائل إذ ذهب قوله أدراج الرياح.
ولعلَّ مَنْ لا يزالون يبغضون ماكياﭪيلي مقلِّدين في ذلك ألد أعدائه، وأشد خصومه يرجعون إلى رسائله ومكاتباته الخاصة، التي لا تزال محفوظة بخطه في خزائن الكتب العامة بفلورنسة وروما، ليتثبتوا صدق ما دَوَّنت من الحقائق”.
وقد آن للقارئ أن يبدأ بمطالعة الكتاب ذاته؛ ليستطيع الحكم عليه حُكْمًا مستقلًّا شخصيًّا. وخشية أن تصعب معرفة الأشخاص والأماكن التي وَرَدَ ذكرها في الكتاب لكثرتها فقد رتبنا لها في آخره فهرسًا على حروف المعجم، مع تبيينها بيانًا وجيزًا كافيًا، وقدَّمنا على الكتاب فصلًا عن تقديرنا فضلَه منذ وقفنا على كتابه، وقصة خيالية عن وفاته، وفيها وصف حياته، وكانت كتابتها بفيرنزه عقيب زيارة منزله.
الأمير
$13.39 $6.69
“إن كتاب الأمير هو أعظم مؤلَّفات ماكياﭪيلي، وله لدى أهل الفضل كافة مكانةٌ لم ينلها سواه من تصانيف صاحبه، وعدا ذلك فإنه معدود بين الأسفار الخالدة في لغته الأصلية، فلا عجَب إذْ عُدَّ في غيرها كذلك. ويتعذر علينا أن نلمَّ بمحاسن هذا الكتاب وفضل واضعه. وقد يجد الراغب فيما كتبه ماكولي النَقَّادة الإنجليزي الشهير عن ماكياﭪيلي أكبر مؤرِّخي إيطاليا، وأحذق ساستها ما يشفي الغليل..
7 متوفر في المخزون
ISBN: | 9789778625677 |
مترجم: | محمد لطفي جمعة |
الصفحات: | 156 |
نوع الكتاب: | Hardbook |
تغليف الكتاب: | Softback |
دار النشر: | دار أقلام عربية للنشر والتوزيع |
دولة النشر: | Egypt |
المؤلف: | نيكولا ميكافيلي |
عام النشر: | 2023 |
التصنيف: | أحدث الإصدارات العربية , التاريخ و العلوم , السياسة , السياسة الدبلوماسية , العلوم الإجتماعية , العلوم الإجتماعية , العلوم السياسية , العلوم السياسية , الفكر الفلسفي , الفلسفة , الكتب العربية |
الوصف
معلومات إضافية
الوزن | 0.200 كيلوجرام |
---|---|
الأبعاد | 1.2 × 14.2 × 21.5 سنتيميتر |
دور النشر |
مراجعات (0)
كن أول من يقيم “الأمير” إلغاء الرد
عن دار أقلام عربية للنشر والتوزيع
أقلام عربية للنشر والتوزيع, دار نشر متخصصة تهدف لنشر الثقافة بالشرق الاوسط
عن المؤلف
نيكولو دي برناردو دي ماكيافيلّي (بالإيطالية: Niccolò di Bernardo dei Machiavelli) (3 مايو 1469 - 21 يونيو 1527) ولد وتوفي في فلورنسا، كان مفكرًا وفيلسوفًا سياسيًا إيطاليًّا إبان عصر النهضة. أصبح مكيافيلي الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي. أشهر كتبه على الإطلاق، كتاب الأمير، والذي كان عملاً هدف مكيافيلي منه أن يكتب نصائح لـلحاكم ، نُشرَ الكتاب بعد موته، وأيد فيه فكرة أن ماهو مفيد فهو ضروري، والتي كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية. ولقد فُصلت نظريات مكيافيلي في القرن العشرين.
كتب تهمك
لم تشاهد أي من الكتب بعد
التعليقات
لا توجد مراجعات بعد.