اليوم هو آخِر يوم لعَمّ بنداري في خدمة الحكومة..”
يستهلُّ الأديب الراحل الأستاذ كمال رُحيِّم روايته الأخيرة بهذه الجملة. كأنما انتابه شعورٌ أن هذه هي روايته الأخيرة أيضًا كما هو اليوم الأخير لعَمّ بنداري.
بنداري حارس الشُّونَة (بنك التسليف)، الرجل البسيط الذي كان يسرَح بالبهائم، لكن له طموحاته وتطلُّعاته الخاصة التي مكَّنته من العمل كخفير.

يسعى كتاب كيمياؤنا إلى خلق سبل التواصل مع العالم، والتاريخ، وبعضنا البعض. فمن المسلم به أن الارتباط بين العلم والثقافة قد يبدو مفهومًا قويًّا، لكن عالمة اجتماع ضليعة من القرن العشرين تُدعى مادونا، غنت عنه عندما دندنت بأننا نعيش في عالم مادي. كانت محقة تمامًا. كل شيء من حولنا مصنوع من شيء ما.

ما الحرية؟ ولم يقدرها الناس هذا القدر العظيم يا ترى؟ فهل الرغبة فيها أصيلة في الطبيعة البشرية؟ وهل يرغب الناس فيها من حيث هي غاية في نفسها، أم يرغبون فيها من حيث هي وسيلة للحصول على أشياء أخرى؟ وهل الكفاح في سبيل الحرية شاق مرير حتى أن الناس لينصرفون بسهولة عن مواصلة السعي وراء الحصول عليها؟

بين يديك كتاب من كتب السير، يعرض حياة كل علم من أعلام الفكر عرضا حيا، فهو يدعونا إلى مجالسته ومحادثته، ويسمعنا صوته إذا تكلم، ويرينا قسمات وجهه إذا سخر ويطالعنا بهدوء عينيه إذا تفكر…

أتعجب حقا عندما ألاحظ ما يسجله المتابعون لي على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فمنهم من يطبق ما أنصح به من طرق، ويحققون نتائج مبهرة، ويكتبون ما حدث معهم من تغيير في حياتهم وحياة أبنائهم بفضل الله ثم توجيهاتي، وهناك من يكتب لقد جربت كل شيء ولا فائدة كله كلام نظري”.
وهذا ما جعلني أسأل نفسي أين تكمن المشكلة؟

عاشت الناشطة النسوية نولة درويش حياة عامرة بالأحداث، فقد نشأت في أسرة يهودية مصرية، لأم وأب اختارا الانحياز إلى قضايا الشعب المصري واعتنقا الإسلام، وكان والدها عضوًا في الحزب الشيوعي المصري ومحاميًا معروفًا بالدفاع عن حقوق الطبقة العاملة، وشاركته والدتها هذه الحياة عن اقتناع، فسُجن الأب عدة مرات لسنوات طوال، ودفعت الأسرة كلها ثمنًا باهظًا لهذا الاختيار.