“هو أحد رجال النهضة العربية الأخيرة، وُلد في طرابلس الشام سنة ١٨١٢م، وكان والده نعمة الله نوفل من أصحاب المناصب الذين يشار إليهم بالبنان، على أن آل نوفل بوجه الإجمال قوم معروفون بالوجاهة والإخلاص للدولة العلية، وقد تولَّوْا خدمتها في أثناء ثلاثة قرون، وتقلبوا في مناصب متنوعة ولا يزالون.
فعُني والده بتثقيفه جريًا على مثال أعضاء أسرته، فأدخله بعض المدارس الابتدائية في مدينة طرابلس، فاكتسب مبادئ القراءة والكتابة في اللغة العربية، وتناول بعض الشيء من والده، وخصوصًا الإنشاء والخط فبرع فيها، وفي سنة ١٨٢٠م قضت الأحوال بسفر والده إلى الديار المصرية على عهد المغفور له محمد علي باشا، وكانت له عليه دالة لما تولاه من الإنشاء في ديوانه، وكان العلم إلى ذلك العهد قاصرًا في سوريا ومصر على العلوم العربية والتركية، ويندر من يتعلم الفرنساوية أو الإيطالية، وكان محمد علي باشا قد أنشأ المدارس لتعليم تينك اللغتين، فدخل نوفل بعضها، فنبغ فيهما حتى عُني ولاة الأمر بتعيينه معاونًا لأبيه في قلم التحريرات بالديوان الخاص.”