“فيليب دي طرَّازي: مؤرِّخٌ وأديبٌ لبناني، يُعدُّ واحدًا من أهمِّ مَن أرَّخوا للصحافة العربيَّة منذ نشأتها وحتى أوائل القرن العشرين، وهو مؤسِّس دار الكتب الوطنية، وكان أمينًا لدار الآثار ببيروت.
وُلِد الفيكونت فيليب نصر الله أنطون دي طرَّازي في بيروت في مايو عامَ ١٨٦٥م، لأسرةٍ مسيحيَّة سريانيَّة شديدةِ التديُّن، وكان أبوه وأعمامه قد هجروا حلب عامَ ١٨٥٠م واستقرُّوا بلبنان. درس فيليب بالمدرسة البطريركيَّة مدةَ سنتين، ثم الْتَحَق بكلية «الآباء اليسوعيين»، وتعلَّمَ إلى جانب العربيَّة اللغاتِ اللاتينيَّةَ واليونانيَّةَ والإيطاليَّة. وعمل بعد تخرُّجه بأعمال التجارة مع عائلته، لكنَّ نفْسَه كانت تنزع دائمًا إلى طلب العلم عامَّةً، والتاريخ خاصَّة.
أسَّسَ طرَّازي دارَ الكتب الوطنية في بيروت عامَ ١٩٢٢م؛ كُبرى مكتبات لبنان، ونقل إليها مكتبتَه الخاصَّة التي ضمَّتْ نفائسَ الكتب المخطوطة والمطبوعة، ومجموعةً كبيرة من المجلَّات والجرائد التي جمَعَها من جميع أنحاء العالَم. ونال الفيكونت عضويَّةَ «المَجْمَع العلمي العربي بدمشق»، وعضويَّةَ «اللجنة العليا لدار كتب المسجد الأقصى بالقدس»، وعضويَّاتِ عددٍ من الجمعيَّات العلميَّة والتاريخيَّة بباريس وبرلين وموسكو.”