أول شاب كويتي يحصل على الدكتوراه في «السفن» من جامعة السوربون بفرنسا، بعد دراسة خارج البلاد دامت أربعة عشر عاماً.
كانت موهبة الفن التشكيلي تعيش في ضمير ووجدان زعابي حسين علي الزعابي – فترك الكلية العسكرية قبل أن يصبح طياراً، ولم يستمر كثيراً في كلية الحقوق ليكون محامياً، فقد انتصرت إرادة الفن ليصبح «نحاتاً» ممتازاً بشهادة أساتذة الفن التشكيلي بفرنسا، أقام عدداً من المعارض الخاصة بإنتاجه وأعماله الفنية داخل الكويت وخارجها، كما اشترك مع زملائه الفنانين الكويتيين فيما عرض أخرى على المستويين العربي والدولي، ويصف الفن الكويتي بأنه الفن الحقيقي الذي يعبر عن الإنسان الكويتي في ماضيه وحاضره ومستقبله.
درس الزعابي في مدرسة المباركية، ثم حصل على شهادة الدراسة الثانوية العامة – القسم الأدبي – من ثانوية الدعية عام 1968، والتحق بالكلية العسكرية، ليخدم الوطن عوضاً عن أخيه الطيار الذي استشهد عام 1962 أثناء التدريب، لكنه لم يستمر طويلاً وتحولت دراسته إلى القانون بكلية الحقوق – جامعة القاهرة، وبعد شهر واحد فقط التحق بالمعهد العالي للتربية الفنية بالقاهرة، وبعد 4 سنوات من الدراسة حصل على بكالوريوس في الفنون والتربية عام 1972.
ومن الصدف أنه عين مدرساً في ثانوية الدعية التي تخرج فيها، وبعد ستة أشهر فقط نقل للعمل بقسم الآثار والمتاحف بوزارة الإعلام، لكنه لم يمكث فيه سوى 4 أشهر فقط حيث حصل على بعثة دراسية إلى فرنسا لمواصلة دراسته العليا.
دراسة اللغة
يقول الدكتور الزعابي إنه التحق بجامعة نيس لمدة 6 أشهر لدراسة اللغة الفرنسية، وانتقل بعد ذلك إلى مدينة بوردو، ليتخصص في المصطلحات الفنية، وبعد مضي أربعة أشهر التحق بجامعة السوربون وتسمى «باريس واحد» لأن جامعة السوربون مقسمة إلى أقسام عدة بأرقام تسلسلية.
وفي عام 1976 حصل على الماجستير بتقدير جيد وكان موضوع رسالته «الفن الكويتي المعاصر» عن الفترة من 1940 – 1976 وكان لا بد أن يسجل في دبلوم الدراسات العليا للحصول عليه قبل الدكتوراه. وفي عام 1977 حصل على الدبلوم في الفنون التشكيلية وكان موضوعه «نظريات في الفنون التشكيلية المرئية والحسية». وفي عام 1977 سجل موضوع رسالة الدكتوراه وكان عن «سفن الخليج العربي الكويتية».
وفي 4 مارس الجاري، حصل الزعابي على درجة الدكتوراه، وأصبح أول كويتي يحصل على هذه الدرجة العلمية العالية في هذا التخصص.
لقد حصل على شهادة عملية من كلية الفنون بباريس تقديراً لجهوده التي بذلها مع الفنان التشكيلي الفرنسي النحات «الين مارتن» الذي أعجب بالتصميمات التشكيلية التي أعدها الفنان الكويتي أمام استاذه الفرنسي، وكان معظمها من «النحت» كما حصل أيضاً على تقديري «جيد» و«جيد جداً» في شهادتين حصل عليهما من استاذه الفرنسي.