إن كلمة “psychology” الإنجليزية التي تعني علم النفس مشتقة من كلمة “psyche” اليونانية التي تعنى “النفس والروح”، وكلمة “logia” التي تعني “دراسة شيء ما”.
فعلم النفس هو دراسة العمليات السلوكية والعقلية، ويحاول المشتغلون بهذا المجال بصفة أساسية أن يقدموا إجابات ذات معنى عن هذه الأسئلة: “ما الذي يحفزك؟” و”كيف ترى العالم؟”. وهذه الأفكار البسيطة للغاية تشتمل على مواضيع معقدة ومختلفة، ومنها: العواطف، وعمليات التفكير، والأحلام، والذكريات، والمفاهيم، والشخصية، والمرض والعلاج.
وعلى الرغم من أن جذور علم النفس ترجع تاريخيًّا إلى فلاسفة اليونان القديمة، فإن هذا المجال لم يظهر بصورة حقيقية إلا عام 1879، عندما أنشأ عالم النفس الألماني “فيلهلم فونت” أول معمل مخصص، بصورة تامة، لدراسة علم النفس. ومنذ ذلك الوقت انتشر هذا العلم بصورة كبيرة ليتحول إلى علم واسع يتداخل، في كثير من الأحيان، مع علم الطب، وعلم الوراثة، وعلم الاجتماع، وعلم الإنسان، وعلم اللغويات، وعلم الأحياء، بل قد يتطرق أحيانًا إلى مواضيع كالرياضة، والتاريخ، والعلاقات الرومانسية.
لذا عليك أن تتجهز من أجل التفكير العميق، وأن تجلس في وضعية مريحة (كأن تتكئ على الأريكة)، وأن تتهيأ لما ستتلقاه من معرفة، فقد آن لك أن تعرف ذاتك بوسائل لم تكن تراها ممكنةً من ذي قبل. وسواء كنت قد درست المسائل التي يتناولها الكتاب من قبل، أو كنت تسمع بها للمرة الأولى، فهيا بنا ننطلق في رحلتنا في هذا الكتاب. ومرحبًا بك في هذه الرحلة.
