وقفت إلينا وكانت فى حالة يرثى لها، وقد تجمعت أوراق الخريف المتجمدة بالطين تحت قدميها وكان الغسق قد سقط وبسبب العاصفة كانت الغابة تبدو أكثر برودة، ولكن إلينا لم تشعر بالبرد.
ولم تمانع بسبب الظلام المنتشى من حولها ولاحظت وجود جزيئات صغيرة جداً غير مرئية تلمع بالضوء لها وكانت تناضل للخروج من أسفل شجرة البلوط العظيمة.
وكان شعرها الأسمر الداكن يتحرك في مواجهة الرياح المتلاطمة مثل الأمواج. كان أحدهما أطول قليلاً من الآخر على الرغم من أن إلينا لم تر وجهه إلا أنها كانت تعرف بطريقة ما أن عينيه كانت خضراء.
وكان الآخر ذي شعر داكن ولكنه كان على ما يرام وهو يقف مثل حيوان غاضب في وضع الاستعداد وتلمع أسنانه بغضب وكانت عيناه سوداء.
راقبتهم إلينا لعدة دقائق بدون أن تتحرك كما لو نسيت أنها قد حضرت إلى هنا من أجلهم وقد ترددت أصوات الكراهية والغضب والألم التي تصم الآذان في عقلها وكأن الصيحات صادرة من المقاتلين في مباراة الموت.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.