صدر عن دار المدى كتاب “يوميات ماري باشكيرتسيف” ويعد هذا الكتاب من اشهراليوميات التي احدثت ضجة في المجتمع، حيث كتبت الفنانة التشكيلية الروسية “ماري باشكيرتسيف” (1858-1884)، التي توفيت وهي في سن الخامسة والعشرين. في يومياتها عن حياتها المليئة باللذات في المدن الأوروبية الكبرى، وعن حبها لشاب ينتمي لعائلة من النبلاء الإيطاليين، عن لقاءاتها مع الروائي الفرنسي إيميل زولا، وغي دي موباسان، والأخوين غونكور. ورغم نشر هذه اليوميات بطريقة تكاد تكون مجهولة، إلا أنها أثارت انتباه النقاد. لكن كان هناك من وقف موقف العداوة من هذه الكتابات.
أتقنت الإنجليزية والإيطالية إلى جانب الفرنسية والروسية، وهي لمّا تزل في الرابعة عشرة. وفيما بعد قرأت الألمانية واليونانية واللاتينية، كما أجادت العزف على البيانو وتالياً الهارب والماندولين. كان لها صوت ملائكي، صُنّف من طبقة ميتزو سوبرانو، وبرعت في الغناء الأوبرالي. قرأت بنهم والتهمت التاريخ اليوناني والروماني، إلى جانب الآداب الفرنسية والإنجليزية والألمانية. وفي زمن كانت المدارس الثانوية حكراً على الذكور، استدعت ماري عدداً من الأساتذة لتدريسها المنهاج الثانوي بشكل مكثّف وفق برنامج وضعته بنفسها.ولدت ماري في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني/نوڤمبر 1858، زمن الإمبراطورية الروسية، في مدينة غاڤرونزي الواقعة ضمن مقاطعة بولتاڤا. وذلك فيما كان يُعرف آنذاك بروسيا الصغرى، ويقابل اليوم أوكرانيا على وجه التقريب. كان أهلها، من جهتي الأب والأم، من النبلاء أشراف الريف. ويبدو أن والدتها تزوجت حبلى بها، وسبّب هذا تعديلاً لتاريخ ولادتها قامت به الأسرة بعد وفاتها على ما يُعتقَد ليغدو عام 1860، وبدا هذا الأخير بمثابة التاريخ الرسمي للولادة كما أقرّته الأسرة.
بعد الزواج بعامين وولادة أخيها بول، افترق الزوجان، وقضت ماري وشقيقها طفولتهما في كنف أهل والدتها وبخاصّة جدّتها التي خصّتها برعايتها، وذلك في مدينة تشيريناكوڤا، في مقاطعة خاركوف. وترعرعت في ظلّ شخصية ستظل حاضرة في الجزء الأعظم من حياتها، وهي شخصية خالها جورج بابانين، وكان رجلاً مثقّفاً واسع الاطّلاع واتّسم بالتهذيب، غير أن إدمانه على الكحول جعل منه شخصية فظّة ومغامراً شرساً…..
الجمعة 4 كانون الثاني/يناير. – طريف أن نرى كيف باتت المخلوقة القديمة تغطّ في سبات عميق! لم يتبقّ منها شيء تقريباً، مجرد ذكرى تلوح من وقت لآخر توقظ مرارات الماضي، لكن ما إن أفكّر بالـ… بماذا؟ بالفن؟ حتى أنخرط في الضحك.
هل هي النسخة النهائية؟ لقد سعيتُ منذ زمن طويل، وبدأب وعناد، للوصول إلى هذه النهاية أو إلى وسيلة العيش هذه من دون أن أقضي يومي ألعن نفسي أو ألعن باقي الخلق، حتى إنني أكاد لا أصدّق أنني عثرت عليها.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.