وداع بلا عناق : الإنسانية في حضرة كورونا

ثلاثة مليون حالة وفاة ، ومليوني أصابات بفيروس كورونا، ويبدو المشهد حالكا وشديد الظلمة، حاولت البشرية أن تتعايش وتصنع الحياة وهي في قلب المأساة .
شوارع خاوية ومؤسسات تغلق أبوابها ومشاريع عملاقة تتوقف، ودول ترفض دخول حدودها، والإنسانية تقف عاجزة تبكي وتنتحب على التغيرات التي حدثت بسبب ذلك الزائر الذي جاء دون رغبة . مخططات ومشاريع توضع في شهور وسنين تغير مصيرها في دقيقة مهرجانات ومؤتمرات وفعاليات محلية وإقليمية ودولية أما أجلت أو الغيت تماماً دول انشغلت داخليا وصفقات ورحلات ألغيت وشعوب انقلبت همومها ومشاكلها إلى تحد واحد لا أكثر وهو مكافحة الفيروس .
سينتهي وباء كورونا كغيره من الأوبئة التي عرفتها الإنسانية عبر التاريخ وستكون خسائره وآلامه التي سيخلفها كثيرة وستبكي البشرية أحبابا وأعزاء على قلوبهم بكاء مرا.
هذا الفيروس غير المرئي جعلنا نخاف الأقرباء والأصدقاء والجيران بل أصبحنا نخاف أنفسنا لو فكرنا في دعك أعيننا أو أنفنا من دون احتياط لأنها أصبحت مصدرا للموت.
لم يرحمنا تطوير أنظمة التواصل وأجهزة الاتصال والثورة المعلوماتية، وجدنا أنفسنا معزولين وبلا حياة.
أصبحنا نعيش في سجون “كورونا”، وليس لنا خيار آخر فالبشرية كلها تخضع لقوانينه، ونحن لا نملك سوى مراقبة الأخبار والإشاعات والأمال وما الجديد في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ؟
ورغم مرارة ما يحدث يومياً في حياة الكوادر الصحية إلا أنهم يواجهون التحديات بتلك الوجود التي تبتسم رغم مرارة وقسوة ما يحدث بنظرات عيونهم إلى مرضاهم لتقول لهم.. غدا سينتهى خوفكم وستعودون لحياتكم مرة أخرى.