ليس فى العالم كله من ينكر قيمة آراء راسل الإصلاحية فى كل فرع من فروع الحياة. لقد ذهل راسل عندما شبت الحرب العالمية الأولى، وتضعضع قلبه لما قاسته الإنسانية فيها من أهوال، وعجب كيف تجن الإنسانية هذا الجنون فتقترف جرائم القتل بالجملة، وبهذه الصورة البشعة. لقد انتشر هذا الكتاب فى العالم أجمع، وكانت الآراء التى جاءت فيه قد لقيت العناية التى هى جديرة بها من ساسة العالم ومفكريه أجمعين.
وكذلك نشأ رسل الابن… لقد كان يمقت أن تستعبد العقيدة أي انسان من الناس ولاسيما هذه العقائد التي يتلقاها الأطفال دون أن يكون لهم رأي خاص فيا وبالرغم مما تنطوي عليه من الخرافة والشعوذة الفكرية… ولم يجبن رسل أن يصرح بأن الكنيسة، هي التي تتعمد ذلك. وتشاركها الدولة فيه.. لأنهما يريدان أن يطبعا الناس كل بالطريقة التي تجعل الناس أدوات طيعة لتنفيذ أهدافهما، وذلك دون أن يقيما أي اعتبار لحرية الفرد، ودون مبالاة بما يؤدي إليه ذلك من شخصيته، ونسخ تفكيره، ومسخ روحه، والقضاء على ملكاته ومواهبه. وهكذا ينشأ المواطنون بلداء الأذهان، مطبوعين على الصورة التي أرادتها لهم الكنيسة وأرادتها لهم الدولة، ثم يتكون الرأي العام بعد ذلك من هؤلاء… والرأي العام في البلاد الديمقراطية هو الذي يتحكم في مصائر هذه البلاد… فماذا تكون النتيجة؟.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.