نفذ
أمضى الأستاذ بطرس البستاني عمره يبحث في التراث العربي، ويتتبع أبعاد الحضارة، منطلقاَ من جزورها وملاحقاَ فروعها. درس اللغة العربية وآدابها في مدرسة الحكمة ببيروت،فزود الأجيال فكرا جديداً وأدباً رفيعاً . كما ألقى الأحاديث الأذاعية ونشر المقالات وأصدر الكتب التي تعني بالتاريخ والأدب. وفي الستينيات من هذا القرن كانت له سلسلة لقاءات مع طلاب الجامعة اللبنانية، التي ألقي خلالها دروساً ومحاضرات توزعها طلابه وأفادوا منها ، ومن أجل ألا تمسي محاضرات البستاني طي النسيان، آثر المركز الثقافي الحديث جمعها ونشرها ، توخياً لإضاء الفضول المعرفي لدى أبناء العربية . فهي تبين ما في الآداب من روائع وما أصاب العلم في رقي، وما أنتجته الفلسفة من حكمة، وما توصلت إليه من عمق تحليل وبعد مرمى ، وما أبدعه الفن من آيات . ولكي يأتي هذا العمل ، ذو الطابع الموسوعي متكاملاً ، عمدوا إلى ملء الفراغ الذي تركه البستاني ، ووضعوا علامات نجمية أمام العناوين التي زيدت . كما رأوا ضرورة إضافة أبحاث كاملة ، للإحاطة بكل موضوعات الحضارة مع توفيتها حقها من البحث والتحليل . وبالعودة إلى مضمون الموسوعة نجد أنها جاءت محتوية على تسعة أجزاء ، تعالجت الحضارة العربية في أبعادها كافة ، انطلاقاً ، من العصر الجاهلي وانتهاء بعصر ما قبل النهضة ، فيها يجد القارئ جواباً عن كل سؤال فالتاريخ ، والجغرافيا والاجتماع ، والسياسة ، والأدب ، والفلسفة ، والفنون على أنواعها . كما تتوقف عند مشاهير الرجال والنساء وما قاموا به من أعمال وما قدموه للعرب وللإنسانية من خدمات جليلة . إنها موسوعة شاملة تحوي موادها الوفيرة والمكثفة كل ما تصبو إليه النفس وتغني – مكتبة كبيرة.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.