مكابدات عبد الله العاشق

شعر بشار بيدين حدیدیتین توسعان ما بين فخذيه، وأصابع خشنة تندس هناك حيث اعتصرته موجة ألم لا تطاق أسالت الدمع من عينيه فتلوّى في موضعه محاولاً الإفلات؛ بيد أن تلك الأصابع الخشنة زادت من إطباقها بين فخذيه حتى هجس بأن رأسه سينفلق، فاغترف عبثاً الهواء ملء منخريه المختلجين وسط نسيج الكيس العابق برائحة الدقيق محاولاً الصراخ، فقد انسحق فمه تماماً تحت ضغط اليد المطبقة عليه؛ ووسط تلك الفوضى، التي اجتاحته من كل جانب، تناهى إلى سمعه صليل معدني خمن أن مصدره خنجرٌ أخرج من قرابه، فخفق قلبه في صدره بعنف كأنه أوشك على الإنفجار. ومرّةً أخرى ناضل للخلاص وقد أدرك برعب لا يوصف ما هم مقدمون عليه، فحاول إطباق ساقيه. لكن اليدين الممسكتين بهما زادتا من إبعاد إحداهما عن الأخرى، ولسعته برودة معدنية مقيتة ما بين فخديه، فقف شعر جسده بكامله قبل أن تفاجئه طعنةٌ مريعةٌ هناك جعلته يتخيل أن السماء أطبقت على الأرض؛ وتدفق سائل ساخن أسفل بطنه، ولحظة أوشك أن يفقد وعيه سمع همساً راجفاً يتردد قرب أذنه
– ذلك من أجل نرجس!