مشكلة الإسلام : المزيج الفريد من رواق التجديد

إن «مشكلة الإسلام» وهو تعبير مجازي – تكمن في أنه دين «ليبرالي» يعتنق الحرية ويدين بها، دين أزال كل الوسطاء وحرم التجارة بالدين وأقر العلاقة المباشرة بين العبد وربه هذا الرب الذي وصف نفسه بـ 99 اسماً، كلها تقرب المسافة الشاسعة بين الخالق والمخلوق وتتيح للمخلوق (الضعيف) أن يثق في ذاته، وفي أنه أسمى مخلوقات الله في الدنيا، فتتحول ثقته إلى فعل وحركة تعمر هذا الكون وتغزو دروبه كافة بلا خوف أو تردد أو ارتباك.
ما هي مشكلة هذا الدين إذن؟، مشكلته أنه دين «ديمقراطي»، ومشكلتنا أننا شعوب لا نقدر ثمن الحرية ولا نمتلك جرأة تحمل مسؤولية الاختيار ، لهذا أعدنا إنتاج الكهنة في كل مجال.
«مشكلة الإسلام»، أنه دين «علماني» أذاب الدولة في المجتمع وذاب معهما وفيهما، دين قائم على الاختلاف، وقمة النضج في فهمك للدين هو أن تمتلك جرأة الاختيار بين بدائل، لا يعني تعارضها أو تشابها، أن أي منها خطأ أو مكروه أو حرام.
إن مشكلة «مشكلة الإسلام»، هي موضوع هذا الكتاب الذي كتبت نصوصه تحت «باب الجهاد»، وفق مفهومه الأشمل، بمعنى الاجتهاد الفكري في أمور متنوعة أظنها ذات أهمية على أجندة الأمة الإسلامية التي تقف شاردة في المفترق غير مدركة أن كل الطرق يمكن أن تؤدي إلى بر أمان، إذا خلصت النوايا ونضجت الهمم وكان المسلمون علي بينة من أهدافهم، وفهم صحيح لعقيدتهم.