مرآة الحرمين (الجزء الأول والثاني)

مرآة الحرمين الجزء الأول: الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية (الرحلة الأولى).
مرآة الحرمين الجزء الثاني: الرحلات الحجازية صراع القبائل والطرق (الرحلة الثانية والثالثة والرابعة).
الظاهر من أقوال ذوي الخبرة أن حالة الأمن فيها مما لا يبعث الطمأنينة في النفوس ولا يجعل سير القوافل فيها مأمونا وأن سلطة الحكومة المحلية هناك على من هم السبب في تلك الحال وهم الأعراب ليست كافية لكبح جماحهم.
وقد يظنّ بادئ الرأي أن صد هؤلاء الأعراب وتشتيت جموعهم من الأمور السهلة على القوى العسكرية المنظمة ولكن إذا لوحظ أن أكثر الطرق التي تسلكها القوافل في الأراضي الحجازية بها مضايق كثيرة تحيط بها جبال شامخة وأن أعراب اليوم هم غير أعراب الأمس فإنهم أصبحوا مسلحين بأحدث أنواع الأسلحة النارية البعيدة المرمى بعد أن كانوا لا يحملون إلا السلاح الأبيض والبنادق ذات الشطف إذا لوحظ ذلك أمكن تصوّر ما تلاقيه القوى العسكرية في صد هجمات الأعراب في مثل هذه المضايق.
وتلك حال عامة في جميع طرق الأقطار الحجازية إلا أن الطرق تختلف درجة الأمن فيها تبعا لأمور ثلاثة: ضعف القبائل النازلين فيها أو قوتهم، ووجود مضايق فيها أو عدم وجودها، ووجود نقط عسكرية مشرفة عليها أو عدم وجودها.