عندما نشرنا كتاب (مختارات من الغطاوي الكويتية)، بطبعته الأولى عام ١٩٨٦، ثم بطبعته الثانية عام ،۱۹۹۱ ، كنا نهدف من ذلك حفظ هذا الجانب الهام من تراثنا الشعبي من الإندثار، بفعل الواقع الثقافي والاجتماعي الجديد، باعتبار الغطاوي فن من فنوننا الشعبية الكويتية.
ولكننا فوجئنا وخصوصاً بعد تحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الآثم عليها، بإقبال الجيل الجديد من ابنائنا وبناتنا على إقتناء هذا الكتاب المسلي، ونعتقد أن في ذلك دلالة كبيرة على تمسك شبابنا بتراثهم الشعبي وولائهم وحبهم لوطنهم الكويت، فضلاً عن حاجتهم الملحة للترويح البريء والمفيد .
ونحن نعجب من بعض الناس الذين يرون أن بعض غطاوينا تحمل مدلولات أو كلمات لا يجب أن يرددها أطفال اليوم، وهذا فهم خاطيء للتراث الشعبي عموماً . فصناعة فن الغطاوي بطبيعة الحال تحتاج إلى تورية في بناءها حتى تكون لغز محير، ويجب أن لا يؤخذ على ظاهرها بسوء نية، فضلاً عن أن التراث الشعبي أو الإسلامي لا يمكن التلاعب بنصوصه، أو تحريفه من أجل ارضاء ذوي الأمزجة الحادة، الذين يتلذذون بمنع المسموح لأنهم يقرأون الكتاب بغرائزهم وليس بعقولهم، وتعت أيضاً على الزملاء الذين تمتلىء قلوبهم بالحسد حينما حاولوا أن يسرقوا جهد الغير، بدافع الطمع والتقليد الأعمى.
واستجابة لرغبة القراء والمثقفين تقدم هذا الكتاب في طبعته الرابعة، بعد أن قمنا بإجراء بعض الإضافات على اخراج الكتاب.
والله الموفق
يحيى الربيعان
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.