منذ أزمنة سحيقة لا يعلمها إلا الله، خُلق الإنسان، مُنح أمانة أبت أن تحملها السموات والأرض، أراد خالقه أن يكون بها كريمًا، ولكننا كما عاهدناه أثبت أنه ظلومًا جهولًا، عاث في الأرض فسادًا، أضمر لآخية شرًا، فقتل قابيل أخية هابيل، لتلوث يد خليفة الله بأول جريمة قتل بعد هبوط آدم “عليه السلام” على الأرض، بين الفينة والأخري، يرسل الله بأنبيائه لهذا المخلوق، يذكره بأمانته التي وافق علي حملها.
“بإسم الإله أقتلوا.. أريقوا الدماء هنا وهناك.. لتنعموا بجنة عرضها الأرض والسموات.. وبحور عين تسر الناظرين”.. قد نظن أن هذا هتافًا يردده وثني بالقرب من مذبح القرابين، ولكنه ظن من النوع الأثيم، فذاك هتافٌ لم يعد يخرج إلا من دور أهل الدين، فأولوا كلمات الله ليزرعوا في القلوب الترهيبَ، صاغوا لإجرامهم نصًا، زعموا أنه من كتاب الله المبينَ، عقدوا مع إمامهم مجلسًا، للشر ناصح أمينَ، خضبوا الأرض بدماء الأبرياء، والراعي دائمًا، شيخ وراهب وحاخام.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.