كليلة ودمنة

«يعتبر كتاب كليلة ودمنة» من أكثر كتب التراث شهرة، وأوسعها انتشاراً حتى لا تكاد تخلو منه مكتبة عربية أو أجنبية، وهو يعد بذلك من الكتب التي تخطت الحواجز الجغرافية والزمنية وفوارق والأجناس لأنه من أدب الحياة، كما تعد قصصه وحكاياته من أفضل وأشهر ما تداولته الألسنة العربية والأجنبية إذ هي تسير في هذا السياق جنباً إلى جنب مع حكايات «ألف ليلة وليلة» العالمية.
وكتاب كليلة ودمنة» أصله من كنوز الفكر الهندي نقله ابن المقفع في عصر الدولة العباسية من اللغة الفهلوية إلى اللغة العربية. وهو يهدف إلى تهذيب النفس، والنصح الخلقي، والإصلاح الاجتماعي، والتوجيه السياسي.
لقد أجمع الباحثون على اعتبار قصص كليلة ودمنة ذات طابع سياسي من الدرجة الأولى حيث تظهر فيه شخصيات وأحداث على السنة بعض الحيوانات والطيور ترمز إلى شخصيات وأحداث حقيقية مقصودة.
وقد سمى هذا الكتاب بعنوان إحدى قصصه الهادفة في مجموعها للوصول إلى مطلب واحد هو إصلاح النظام المستبد والملك الظالم. وميزة كليلة ودمنة» عن غيره من الكتب أنه لا يتقيد بعصر أو بيئة، وهذا ما ضمن له سر البقاء على مر العصور والأزمان، وهيا له الذيوع في شتى بقاع العالم حتى عد من نفائس الكتب الخالدة.