نفذ
يطيب لدار المعارف أن تقدم لقرائها الأعزاء طبعتها الجديدة لأثر أجنبي نفيس ترجم إلى العربية وظهر فى ثوب قشيب وطباعة أنيقة، وهى إذ تصدر هذه الدرة النفيسة بقلم أديب عربي من الفحول أصحاب الأساليب وهو عبد الله بن المقفع، تعتز أيما اعتزاز بهذه الهدية، تزجيها إلى القارئ العربي الكريم وهو يعيش فى خضم هذا العالم القلق الذي يغتال فيه الإنسان أخاه الإنسان.
إن القارئ سوف يلتمس في هذا الكتاب الحكمة والسداد، وقد أجراها الكاتب على ألسنة الطير والحيوان وهما يبرآن أحيانا مما يهبط إليه الإنسان من غدر وطغيان.
هو دُرَّة التراث العالميِّ، وواحد من أفضل كتب الأدب التي تخطَّت أطُر المكان وحدود الزمان لتعيش بيننا حتى اليوم. إنه الكتاب الذي يتناوله الصغار فيستمتعون بحكاياته، والكبار فيستنبطون منه المعاني العديدة والعميقة. وقد اصطبغ الكتاب بصبغات أكثر الحضارات الشرقية ثراءً؛ فهو نتيجة تلاقي ثلاث حضارات هي (الهندية والفارسية والعربية)، والشائع أن مؤلِّفه هو الحكيم الهندي «بيدبا»، وقد كتبه لينصح به الملك «دبشليم»، ثم انتقل الكتاب إلى الأدب الفارسيِّ عندما قام «برزويه» بترجمته إلى «اللغة الفهلوية» وأضاف إليه، وأخيرًا وصل إلى الأدب العربيِّ حينما قام «عبد الله بن المقفع» بترجمته مضيفًا إليه بدوره. ولا شكَّ أن الكتاب يحمل في طياته أبعادًا سياسية واجتماعية؛ جعلته حتى اليوم مادةً للبحث والاستقصاء، وسيظل «كليلة ودمنة» مصدر الإمتاع الأدبيِّ المفضَّل لدى الكبار والصغار.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.