قالوا لي دائماً: تكبرين وتنسين.
عندما سقطتُ وشجّ حاجبي،
عندما أجبرتني معلمة الرياضيات على الوقوف ووجهي للحائط
لأنني نسيت أن 7 × 6 = 42
عندما انكسرت درّاجتي ولم يشتروا لي أخرى
لكي لا أكسرها.
عندما انكسرت زجاجةُ روحي
عندما مات والداي
عندما لم أمت أنا
عندما كان العالم كثيراً وأنا وحدي
عندما نحر أخي دميتي لأن “الباربي” حرام
وشطب قناة “سبيس تون” لأن “البوكيمون” حرام.
عندما خلع صورة أمي وأبي من البرواز ودفنها في الدرج المكسور
كي لا تطرد الملائكة ..
عندما امتلأت شقوق الجدران بالشياطين
عندما أجبرتُ على دخول كلية البنات،
حفاظاً على عفافي.
عندما عرضني على صديقه للزواج،
حفاظاً على عفافي.
عندما مزّقتُ أغلفة كتبي لأحميها من الحرق.
عندما كتبتُ قصيدتي الأولى أسفل علبة الكلينيكس
وأنا أرتجفُ من الخوف
عندما شدّني من حجاب رأسي في أصبوحتي الشعرية الأولى ..
عندما صفعني أخيراً
قالوا لي جميعاً: تكبرين وتنسين.
المشكلة هي أنني كبرتُ ولم أنسَ،
كبرتُ ونسيتُ أن أنسى .. تعتبر تلك الرواية التي بين أيدينا واحدة من أهم الروايات الحديثة التي تناقش قضية حقوق المرأة التي حُرمت منها النساء تحت ستار العادات والتقاليد والدين، وفي هذا المقال سوف نذكر نبذة عن رواية كبرت ونسيت أن أنسى ومؤلفتها بثينة العيسي.
وتحكي الرواية قصة “فاطمة” التي نشأت خلال موجة الصحوة الدينية في العالم العربي في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، وخلال هذه الفترة بدأت الفتاوى تنهال على الشباب العربي والمسلم من كل صوب وحدب.
فبعض المشايخ حرم الموسيقى والآخر حرم الصور والآخر البرامج الإذاعية وقالوا عنها إنها فسق وفجور والشعر من الكبائر والفنون معصية وكرة القدم ملهاة عن ذكر الله.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.