“قصة سنغافورة” أول مجلد عن مذكرات لي كيوان يو، الرجل الذي زرع هذه الجزيرة بقوة في خريطة العالم. في تفصيل عميق يسترجع “لي” المعارك ضد الاستعماريين والشيوعيين والطائفيين التي قادت إلى استقلال سنغافورة.
بمهارة سياسية كاملة قام بمجابهة خصوم، أو باستخدام مساعدتهم أحياناً ضد آخرين يعارضونه، في متابعة مخلصة لمصالح سنغافورة.
نقرأ كيف قاد نقابيين مضربين ضد الحكومة الاستعمارية، وكيف استطاع خلال لعب الغولف وشرب الشاي أن يعزز الروابط مع لاعبين بارزين في بريطانيا والملايو، كما استطاع في لقاءات منتصف الليل في غرف ذات إضاءة سيئة أن يتحدث مع زعماء الشيوعيين المختبئين من أجل الوصول إلى تحالف معهم لكسب تأييد الجماهير ذات الثقافة الصينية.
سيجد القرّاء إلهاماً عبر رؤيته وهو يقاتل من أجل عقول الناس وقلوبهم ضد الشيوعيين أولاً، ثم ضد الطائفيين في البرلمان والشوارع وعبر وسائل الإعلام.
ونراه يعطينا من خلال أوراقه الرسمية غير المنشورة، والأرشيف في سنغافورة وبريطانيا، وأستراليا ونيوزيلانده والولايات المتحدة، عن مراسلاته الشخصية، صورة حية عن نظرة الآخرين إليه: صارم (لي قد يخدع ويبتز حتى آخر لحظة) محرض (تشو كانت تعلم أنني أبذل الدم من أجل السيطرة على الهوكين) طموح (قد يفكر نفسه حرياً بأن يكون زعيم مالايا) وخطر (اسحق لي! ضعه في الداخل). إنها في بعض الأحيان صورة مناقضة ولكنها متناغمة لدواعي الغرابة مع رجل الدولة الآسيوي هذا.
هذا الكتاب ليس كتاباً سياسياً بحتاً: فالمؤلف يجذب القارئ إلى عالمه الخاص بصراحة غير عادية وبلمسة من المرح. نجد حكايات طريفة عن لحظات مهمة في حياته: طفولته، هروبه من المذابح اليابانية، خبرته كتاجر في السوق السوداء، مغامرته في تصنيع الصمغ المحلي التي قادته إلى رباط دائم مع كوا هيوك تشو. وهو يتبادل أيضاً الآراء مع الرجال الذين صاغوا العصر من أمثال جوه كينغ سوي، وس. راجا راتنام، وتوه تشين تشي، وهون سوي سين، وليم كيم سان وديفان نير، وليم تشين سيونغ، وتنكو عبد الرحمن، وتون عبد الرزاق، ود. إسماعيل عبدالرحمن، وسيد جعفر البار، ورؤساء الوزراء البريطانيين: هارولد ماكميلان، وهارولد ويلسون وغيرهما من الزعماء البريطانيين البارزين، ونهرو زعيم الهند، وعبد الناصر زعيم مصر، وروبرت مينزيس زعيم أستراليا.
ولد لي كيوان يو في سنغافورة في 16 أيلول 1923، من الجيل الثالث من المهاجرين الصينيين من مقاطعة غوانغدونغ. درس القانون في جامعة كيمبريدج في إنكلترة. وفي عام 1954 شكل “حزب العمل الشعبي”. بعد خمس سنوات فاز حزبه في انتخابات سنغافورة العامة وأصبح رئيساً للوزراء في الخامسة والثلاثين من العمر. في تشرين الثاني عام 1990 تسلم منصب الوزير الأول.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.