في منهج التغيير الحضاري

في لحظة الانقلاب الذي يحدث على مستوى الإنسان ينبغي أن نبحث عن «ميلاد مجتمع»  جديد، وتأسيس حضارة معينة.
فهذه اللحظة هي التي تعطي لمكونات الحضارة المختلفة أصالتها وطاقة الدفع الضرورية لاستمرارها، فالمجتمع ( الأمة ) في التصور الإسلامي لا يتحدد فقط باعتباره تراكما بشريا تحكمه علاقات فرضتها ظروف الجغرافيا والاقتصاد، إن المجتمع (الأمة) في الإسلام هو فكرة قبل أن تكون مؤسسات ومنتجات مادية، فمعاني الدين وقيمه والروح التي تسري في مؤسساته تبدأ وقد تجمعت في رجل واحد يعدل في ميزان الله أهل الأرض كلهم، بل يكون لوحده أمة كما يخبر بذلك القرآن الكريم حكاية عن إبراهيم عليه السلام :
(إن إبراهيم كان أمة قانتا لله) سورة النحل، من الآية ١٢٠)
تتناول هذه الدراسة عدداً من الجوانب المتعلقة بالتغيير الحضاري ودور الإنسان فيه، والتصور الإسلامي والغربي للإنسان، وتعقد مقارنة بين قانون الروح وقانون الجسد في التغيير الحضاري وتعرِّج على دراسة الخطاب الإسلامي وما يتعلق به؛ كمنطق العصر والتوجيه الفكري وعملية الإنقاذ والسلطة والمشاركة والديمقراطية، مستفيضة في الحديث عن الحركة الإسلامية من الداخل، والأبعاد المغيبة في تحليل ظاهرة الحركة الإسلامية؛ كالبعد الديني والتاريخي والتجديدي، إضافة إلى رؤية حركة التوحيد والإصلاح المغربية للفكر الديمقراطي.