في عيد ميلادي الخامس و العشرين ولولت أمي لأني وصلت لمنتصف العشرينات دون أن أتزوج !
قالت لي قبل أن أطفىء شموع عمري : عليكِ الانتباه ، صرتِ في منتصف الطريق للثلاثين ، ستتغافلك الأيام و تصلين فجأة للأربعين و تجدين نفسك وحيدة و ..
لم أحتمل كلامها القاسي و كدت أبكي أمام كعكتي المسكينة ..
قاطعها جدي جزاه الله خيراً و طلب مني أن أنفخ على شموعي لتنطفىء وأنا أتمنى أمنية !
تمنيت وقتها أن أتزوج ، أريد فعلاً أن أتزوج لأرتاح من تلك الضغوطات التي تمارسها علي أمي و التي تشعرني أنني عجوز و أنا لا زلت في العشرينات من عمري !
شعرت أمي بالذنب نحوي لاحقاً ، فأتت لغرفتي قبل أن أنام ، اندست في سريري وضمتني بين ذراعيها فتنهدت ، كانت تلك اللحظة من اللحظات القليلة الحانية التي تجمعنا .. فلحظات الخلاف والشجار كانت أكثر بكثير من لحظات الحب والصفاء بيننا .