يكفي أن نعلم أنّ هذا الكتاب قد ظهر أول مرّة قبل مئة وخمسة وسبعين عاماً, وترجم إلى لغات عديدة, وما زال إلى الآن يدرّس في المدارس والكليات العسكرية في جيوش العالم الكبرى, يكفي أن نعرف ذلك حتى ينال منا ما يستحق من التقدير.
لقد خبر كلاوزويتز الحرب جنديا وقائدا ومخططا في معظم الحروب الكبرى التي جرت في أوروبا في الربع الأول من القرن التاسع عشر, وتنقل في أكثر من جبهة. لذلك هو يتحدّث في كتابه حديث الخبير العارف الذي يسعى إلى استكشاف ظاهرة الحرب بتجلّياتها الماديّة والنفسيّة ويقدّم تحليلاً دقيقاً لها حتى تصبح أكثر وضوحاً لأنّ فهم جوهرها يسهم في خلق الانتصار.
وهو يركز كثيراً على فكرة أن الحرب كانت دائماً أداة للسياسة, ولذلك يقول: إنها أكثر من حرباء حقيقيّة تتكيّف خصائصها مع كل حالة.
وتبقى الحرب مبارزة بقياس كبير، وفعل قوّة لإجبار الخصم على الخضوع لإرادتنا.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.