ضلالات

امرأة خاوية، ليس لي طعم، مذاقي كالماء، يروي عطشًا لكنه أبدًا لا يترك لذةً في جوف أحدهم. ذابلة كزهرة خجولة أبت أن تتفتح بين يدي أحدهم. في صغري أفرطت أمي في حمايتي، زايدت في تأديبي، وأطعمتني الحذر، غذت خوفي كوحش لا يشبع. وحش لم تعلمني كيف أروضه. حريتي انتزعتها كأجنحة طير مسكين استخدمت معها مقصاً، وعن أنوثتي قالت “عيب” والرغبة قالت عنها “حرام”، الحب وجدتني لا أعرفه. أتساءل عنه يوميّا هل هو خطر كما علمتني أمي؟ثم جاءت أمومتي كعقاب قاس لم أكن أستحقه. خُلق طفلي من أم بقلب صلب وروح مختنقة بالكاد تتنفس تحت ركام نفسيّ ثقيلٍ كقدم فيل، قالوا كُوني حكيمةً معه. وقالت أمي التفاهم مع الصغار غير محبب. قالوا الأم قوة ناعمة تهذبٌ ولا تقسو، وقالت أمي القسوةٌ وحدها تربيهم., التدليل ممنوع. ليس هناك أفضل من حماية الصغير في قفص آمن، ربما لن يخرج منه أبداً.