-20%
ليست تحولات سلمان العودة وحدها من تحتاج التأمل وإلقاء الضوء بقدر شخصية هذا الداعية التي كانت وماتزال طاغية الحضور والتأثير في عقود مختلفة وبأفكار متناقضة. فالشيخ سلمان في الثمانينات الميلادية في عنفوان شبابه خلال الحقبة التي عرفت بالصحوة الإسلامية لم يكن مجرد داعية يستخدم أسلوب التهييج الجماهيري فحسب بل كان يتحدث كقائد أو زعيم قادم سيسير على أكتاف جماهيره وسيقوم بتغيير الواقع المرير فقام بتحريض الشباب على ترك الوظائف الحكومية والاستغناء عن الدور الرعائي الذي تقدمه الدولة وغيرها من الأمور التي سجن على إثرها عدة سنوات في متصف التسعينات ليعود مع مطلع الألفية الجديدة بنفس الشخصية الكاريزمية ولكن في عباء مختلفة ونيولوك جديد وأسلوب هادئ ومتوازن وطرح عميق أيضا لكنه على النقيض ولعل القدر المشترك في الخطابين هو قدرة الشيخ الفائقة على الاستفادة بوسائل الإعلام المتاحة وتطويعها في خدمة خطابه بشكل غير مسبوق يجعله في طليعة أقرانه من الدعاة. فأصبح الشيخ الذي كان يكتسح سوق الكاسيت في ثمانينات القرن الماضي وأوائل التسعينات بشكل غير معهود اليوم نجما من نجوم الفضائيات يحظى بحضور إعلامي تخطى حدود المحلية عبر أبرز برنامج ديني على قناة منوعات وهو برنامج حجر الزاوية على شاشة ام بي سي. شكل خطاب الشيخ سلمان الجديد مطلع الألفية الجديدة صدمة قوية وربما كارثية للكثير من أتباعه ومحبيه والمقتدين به والسائرين على دروب المنهج القديم حيث كتب يوسف العييري القيادي بتنظيم القاعدة تعليقا في موقع الإسلام اليوم الذي يشرف عليه العودة يعبر فيه عن خيبة أمله بقوله: “أنت الذي قلت: اسجنونا ولكن أصلحوا الأوضاع، فكان ذلك فسجنتم ولكن لم تصلح الأوضاع، بل ساءت وخرجتم ورأيتم السوء، وعندما خرجتم استشرفت القلوب للقياكم والجلوس معكم والتلذذ بحديثكم، فأنتم الذين صقلتم نفوسكم وربيتموها، فأحببنا أن تنهل من نفوس تربيت ووطنت على الشقاء وأحبت الصبر، وعندما لقيناكم مان لفضيلتكم من الأقوال ما أحزننا”.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.