‎رسائل شهرزاد‎

كتابي هذا رِسَالَةٌ إلى كُل امرأة ترى نفسها أكثر من مجرد امرأة عادية، بل تطمح أن تكون استثنائية، وأن تُشع أنوثة، وتخلق حولها هالة من السحر، الأنثى التي تثق بنفسها، وتؤمن بها فتتوهج بطاقة جذابة، التي تخطط بجدية أن ترفع وعيها على المستوى الداخلي النفسي والعاطفي والعقلي والروحي، وأن تُحب رجلها لذاته، وتفهم مشاعره ورغباته، وتواكبه في ذلك؛ من أجل أن تمضي حياتها ليس في محاولة إخضاعه أو ترويضه، بل من أجل أن يمضيا جنبا إلى جنب في طريقهم لحياة سعيدة مطمئنة رغيدة.
إلى كل شهرزاد تريد أن تدخل عالم شهريار، تعرف مناطق قوته فتنميها، ونقاط ضعفه فتحترمها وتتقبلها ، وتتصالح معها ، وتجتهد وتحاول بدون يأس ؛ حتى تهز عرشه، وتهيمن على قلبه، وتحيله طفلها المدلل، الذي يتملكه الفضول نحوها ، ويتحرق شوقا بانتظار كل التفاتة منها، ويتلهف الليل بفضول ليأوي إليها.
شهرزاد التي قدمت نفسها قربانًا، وواجهت الموت بشجاعة، وحكمة، وذكاء، ووعي مرتفع، ساعدها على فهم شخصية شهريار، وتحويل شغفه نحو القتل والانتقام إلى شغفه نحوها منخلال قصصها له، ونقلته نقلة نوعية من متطرف في العدوانية إلى رجل ناضج مطمئن حنون فأنقذت نفسها من سيف الجلاد، وتربعت على قلب شهريار، وخلدت اسمها في التاريخ.
سكتت شهرزاد عن الكلام المباح منذ قرون؛ لتمهد لك الطريق فتأخذي مكانها، وتسحري شهريار.