يذهب لبيته منكسرًا ككل ليلة وهو يثق بنفسه وبصوته ويعرف أنه لم يقصر يومًا في غنائه
فلم لا يصل صوته لأسماعهم؟ أصم الناس؟ أم ذهبت أذواقهم؟!
أنا ذاك المغني البائس حين أغني أشواقي على قلب لم يتذوقها يومًا، وأنتِ جمهوري الأصم!
تتعدد حكايات الحب والفراق والألم وكل قصة تحمل بداخلها نهايتها منذ أن تبدأ فيبدأ أصحابها
بالنحيب و الأشتياق و تجرع الألم. أحدهم يذهب ليفرغ مشاعره في رسائل الغياب وأحدهم
يبحث عن بديل ولا يجد و أحدهم يبحث عن مخرج أو مطرقة يدق بها رأسه ليستفيق من هذا الألم! طاولةٌ بمقعدين، أحدهما مملوء، والآخر مشتاقٌ كما الرجلُ الجالسُ مشتاق!
المقهى ساكنٌ على غير العادة، الأصواتُ هامسةٌ وكأنها تنتظرُ خطباً قادماً لترتفع. الأنوارُ خافتةٌ لتُضفي على المكان كآبةً يحتاجها المشهدُ ليكتمل. والنادلون بزيّهم الأسود المعتاد كأنهم في حداد. وتلك الفرقةُ المتواضعة تعزفُ لحناً حزيناً مكروراً لا ينصتُ لهُ أحد. على الطاولةِ شمعتان إحداهما تنازعُ ألا تنطفئ، وفنجانُ قهوةٍ بلا سكر، وبلا روح، وكأنهُ صُنِعَ خصيصاً ليُشربَ على روحِ الحب!
من قال أن الحُبَّ لا يموت؟
قد مات فعلاً، قتلتهُ المواعيدُ التي لم تتمّ. وكل ما يحدثُ في الصورةِ أعلاه؛ حفلةٌ على روحه.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.