“أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام، لم يكن ثمة سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد”.
كأنما أراد كونديرا أن يلخص بهذه العبارة كل أعماله، إذ إن حفلة التفاهة هذه، آخر رواية له، هي تتويج لكل كتاباته، ليس هنالك ما هو جدي، لا ستالين صياد الحجل، ولا الخادم الذي اختلق لغة باكستانية مبسطة، ولا من يهوى السرة، ولا المؤلف، ولا أقواله… كل شيء يتخذ صورة العبث اللانهائي الذي بثه كونديرا في معظم كتاباته.
ماذا يتبقى من حياة أي إنسان؟ إنها هذه التفاهة بالضبط، وهي التي تتيح لنا أن نشعر بأننا أقل أهمية، وأكثر حرية، وأكثر التصاقا بالأدب من العالم المحيط بنا.
هذا الكتاب القيم والمبهج والمسلي سيمتع على الأخص أولئك الذين سبق لهم أن ولجوا عالم كونديرا الرائع، إنه كتاب يمزج في آن معا التاريخ والفلسفة والهزل، هذا الثلاثي الرائع، ليروي قصة يلتقي فيها ستالين مع رجال عظماء آخرين من قرون منصرمة ويتعايشون في حفلة التفاهة هذه بطريقة طريفة ومتفردة.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.