حروب الجيل الرابع : الحرب بالوكالة

شهد العالم خلال العقدين الأخيرين حربا من نوع جديد . حربا لم تشهدها البشرية من قبل . هذه الحرب هى حرب بالوكالة اخترعتها أمريكا بالتعاون مع حليفتها إسرائيل ، وتستهدف في المقام الأول دولنا العربية . وهذه الحرب عبارة عن استراتيجية تم وضعها خصيصا لإفشال الدول ، ويتم تنفيذها ببطء عبر العمل على إنهاك الدولة المستهدَفة ، والنخر فيها من الداخل إلى أن تتآكل وتصاب بالعجز ، وينتهي بها الأمر إلى الركوع والخضوع لإرادة هيمنة الدولة المستهدِفة لها ، وهى بالطبع أمريكا .وهكذا فإن أمريكا ليست في حاجة إلى إرسال قوات نظامية عبر الحدود فقد حلت القدرات العقلية الذكية محل ذلك وهي السلاح الرئيسي الذي يحتاجه هذا النوع من الحرب أي الجيل الرابع من الحرب غير المتكافئة وقوة النيران وقع تجاوزها لتحل محلها قوّة إشاعة الفوضى وتفجير الدول من الداخل ويتم ذلك عبر وكلاء محليين ، من أبناء نفس الدولة ، بعضهم نشطاء يتم توريطهم ، وبعضهم عملاء يتم تجنيدهم لتنفيذ المطلوب ، دون تدخل عسكري مباشر .وفي هذا الكتاب سوف نتناول كل ما يتعلق بحروب الجيل الرابع أو الحرب غير المتماثلة أو غير المتكافئة كما يُطلق عليها ، وكيف أنها أمريكية التخطيط محلية التنفيذ وكيف أنها تستهدف التقسيم والتفتيت ، وإفشال الدولة المستهدفة .كما سنتناول في الكتاب أدوات هذه الحروب وأهم أسلحتها من الحرب بالوكالة ، من جانب الجماعات المذهبية والعرقية والعقائدية داخل الدولة ، أو جماعات إرهابية تصنعها وتدعمها أمريكا كما سنتطرق في الكتاب إلى الدور الخطير ، الذي يلعبه الإعلام والحرب النفسية والشائعات ، وكيف يتم الاختراق عن طريق الطابور الخامس ، واستخدام التكنولوجيا ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، ثم نتناول الدور الذي تلعبه حروب الجيل الرابع في دول ما يعرف بثورات الربيع العربي.هذا الكتاب هو محاولة لرصد ما يحدث في دولنا العربية الآن من خلال تتبع الجيل الرابع من الحروب ، الذي اخترعته أمريكا ، وتعمل على تطبيقه على الأرض في دولنا العربية كسوريا وليبيا واليمن ومصر ودول خرى.