نفذ
من يداخله أقل ريبة في أثر أفلاطون؟ انظر إلى الأكاديمية التي أنشأها: أول الجامعات في التاريخ وأطولها عمراً. انظر إلى الاهتمام العام والتجديد المتكرّر الذي كان من نصيب فلسفته. انظر إلى المقام الذي أحرزه في ثقافة القرون الوسطى وما لفكره من الأثر في المباحث اللاهوتية الحديثة. واذكر أن مِائَة ألف تلميذ أو أكثر في كل أنحاء العالم المتمدّن مُكِبّون إلى اليوم على «جمهوريته ومحاوراته». إنها لمن أثمن الآثار التي يقتنيها البشر، ففيها اتخذَتِ الفلسفةُ أولاً شكلاً معيّناً، ولَمَّا أفاضَ عليها أفلاطونُ من عواطف شبابه الزاخرة المتنوّعة بلغ بها قمة الإبداع العليا. والجمهورية! فيها تجد مباحث ما وراء الطبيعة، والآداب، وفلسفة النفس، واللاهوت، والسياسة، والفن. فيها تجد المبادئ التي تَنْشُدها طالبات التحرر من النساء، وفيها تقع على القواعد التي يدعو إليها علماءُ الحياة لتحديد النسل، وفيها تطالع مبادئ الاشتراكية (بل والشيوعية) واليوجنية [تحسين النسل] والأرستقراطية والديمقراطية والتحليل النفسي والمذهب القائل بأن الحياة مظهرٌ من مظاهر التفاعل الكيماوي. فلا عجب أن يقول إمرسن في هذا الكتاب: «احرقوا كلَّ الكتب ففي هذا الكتاب غنًى عنها».
ول ديورانت
مؤلف «قصة الفلسفة» و«قصور الفلسفة»
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.