جمال الدين الأفغاني هو رائد الحركة الإصلاحية، وباعث النهضة الإسلامية كما هو مسطور على شاهده في كابول، وهو أوَّل من صاغ المشروع الإصلاحي الحديث في النصف الثاني من القرن الماضي، الإسلام في مواجهة الاستعمار في الخارج والقهر في الداخل. وبفضل تعاليمه اندلعت الثورة العرابية وعبَّرت بلسان عُرابي أمام الخديوي توفيق في ساحة قصر عابدين “أنَّ الله خلقنا أحرارًا ولم يخلقنا عقارًا، والله لا نورّث بعد اليوم”. وهو رافع شعار “مصر للمصريين”، فكان الأب الروحي للحزب الوطني المصري والذي كتب برنامجه تلميذه محمد عبده.
إن الشعوب الآن تعي مصالحها، وانتهت مرحلة اليقظة، ولكنها تبحث الآن عن وسائل التحقيق وطرق العمل. ومناهج التفكير ،ولأنواع جديدة من الخطاب السياسي والثقافي، فهل يستطيع الأفغاني بعد مائة عام أن يبعث من جديد في أحفاده، وتعاد صياغته بحيث تعود إلى حركة الإصلاح حيوتها الأولى من اجل تجاوز الاستقطاب الحالي بين الخطابين السلفي والعلمماني، وحشد الجماهير بثقافة جديدة وتقوية الدولة برؤية جديدة لدورها في الداخل والخارج، وغكمال المشروع الإصلاحي التحرري الوطني المتحد مع المشروع التحرري القومي من أجل النهوض بافصلاح بعد كبوته وإقالة حركة التحرر الوطني بعد عثرتها، وإدخال هذا الجيل كله من جديد داخل حركة التاريخ؟
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.