كان اللهب يتطاير فوق خوذاتنا، ونحن نركل الباب الأمامي لإخماد الحريق، فرجال الإطفاء يعرفون أنه عندما يكون الأطفال محاصرين، فإنهم غالبًا ما يقبعون تحت السرير؛ لذلك بدأنا البحث المنتظم في الشقة في اتجاه عقارب الساعة، غير أن كثافة الدخان حالت بيننا وبين رؤية أيدينا أمام وجوهنا.
تخيل كيف سيكون الشعور عندما وصلنا إلى غرفة النوم الثانية تحت السرير، وأمسكنا ساق طفل، وقد وجدنا طفلًا ثانيًا في الغرفة نفسها، كانا على وشك الموت. أخرجناهما من الشقة، وقمنا بإفاقتهما ونقلهما إلى المستشفى، ولحسن الحظ، عاد هذان الطفلان إلى منزلهما لقضاء العيد.
زملائي من رجال الإطفاء موجودون في فريق أحلامي، فمَن في فريقك؟ من الموجود في فريق أحلامك لمساعدتك على مكافحة الحرائق التي تشب في حياتك المهنية والشخصية؟ مَن موجود في فريق أحلامك ليقودك عبر غرف عدم اليقين المليئة بالدخان عندما لا يمكنك رؤية يدك أمام وجهك؟
نظرًا إلى وجود التوتر في حياتنا، فمن الضروري أن تكون لدينا فرق أحلام اليوم؛ حيث إن التوتر يتسبب في حدوث صدام بين عائلاتنا، وحياتنا المهنية، فهل لاحظت ذلك؟ لن نتخلص منه أو نحاول موازنته في حياتنا بعد الآن، بل إننا من خلال فريق الأحلام الذي يتكون من العملاء، والموظفين، والأصدقاء، والأقارب، والبائعين، سيمكننا الشروع في مزج التوتر (لم أقل التوازن) في وظائفنا، وحياتنا الشخصية، وهذا يمكن أن يخلق “مزيجًا” من شأنه أن يستخدم بعضًا من هذا التوتر لصالحنا.
ليست كل الضغوط سيئة؛ فلولا وجود التوتر ما تم إنجاز أي شيء، ولكن السر يكمن في الطريقة التي نستجيب بها للتوتر؛ لأنها هي التي يمكنها أن تُحدث فارقًا.
أكثر ما أسمعه في أثناء سفري في أنحاء البلاد للتحدث عن التوتر، هو أن الناس يشعرون بالارتباك، إنهم لا يعرفون متى سيلحقون بالركب، أو أين سينتهي بهم الأمر، أكره أن أكون ناقلًا للأخبار السيئة، لكن القطار قد غادر المحطة بالفعل، ولن يعود، والمشكلة هي أنه لا أحد يعرف إلى أين يذهب ، ولا توجد مكابح لإيقافه.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.