القلق جزء من الحياة، فلو أن البشر لا يقلقون حيال الأشياء، لم نكن لنصبح ملوك العالم ومخترعيه والجنس المميز الذي نحن عليه الآن. باختصار، لو لم يكن أجدادنا قد قلقوا بسبب النمر المفترس الذي يحوم حول كهفهم، لما كنا هنا الآن، ولكان معظم جيناتنا قد اختفت فجأة بفعل هذا النمر المفترس منذ آلاف السنين.
وعلى الرغم من أن هذا الخطر المهدد للحياة لم يعد شائعًا اليوم، فإن عقولنا لم تدرك هذا التغيير بعد، ولا يزال لدينا هذا الشعور المتمثل في “الكر، أو الفر، أو التجمد” عندما ندرك التهديدات المحتملة لسعادتنا. إن القلق بشأن الأحداث المهمة والأشخاص الذين نحبهم أمر طبيعي للغاية، ويساعدنا على التهيؤ للمجهول وإيجاد حلول للمشكلات. ولكن القلق والتوتر المستدام يؤذيان صحتنا الجسدية والنفسية بالإضافة إلى التأثير على علاقاتنا وأنماط نومنا وجهازنا العصبي المركزي.
وعلى الرغم من أن هذا الكتاب لا يمكنه تخليص حياتك من القلق بشكل نهائي، فإن التعامل معه سيكون أسهل عندما تتعرف على بعض الإستراتيجيات المجربة والمختبرة لتهدئة العقل القلِق وبناء توجه أكثر مرونة.
ومن ثم؛ إذا كنت قلوقًا بشكل دائم، أو تستيقظ ليلًا بفعل القلق، استمر في القراءة. خذ ما يفيدك واترك ما غير ذلك.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.