جديد
مع نشوء الدول الحديثة وتبلور فكرة القومية، كان لظهور هذه الممالك والنظم العرقية الجديدة وقع شديد على الجماعات اليهودية في أوروبا، فوجدوا أنفسهم في مفترق طرق، حيث كان العالم من حولهم يتحوّل، بينما ظلوا يرزحون في عزلة دينية واجتماعية لا يعرفون غيرها. فما إن تأسست الدول على أسس عرقية صارمة، حتى برزت بينهم وبين هذه الأنظمة هوة سحيقة من عدم الفهم والانقطاع. وكان الغرب الأوروبي آنذاك مسرحا لموجة من الكراهية العميقة تجاه اليهود، حتى أن مفكرين كبارا مثل “ماكس فيبر” اختاروا أن يعزو إلى اليهود كل الشرور التي يعاني منها العالم، بينما ذهب “هيجل” إلى أبعد من ذلك، مشددًا على أن الروح القومية اليهودية لا تعترف التقدم. بالمثل العليا للحرية والعقل، بل وإنها تتمسك بعادات بدائية يراها عائقا أمام
وفي هذا السياق الملبد بالتحامل، يأتي غوستاف لوبون” ليغذي ذات الخطاب العنصري في كتابه الشهير اليهود في تاريخ الحضارات الأولى”، حيث قدم صورة قاتمة لليهود، متهما إياهم بالتسبب في تعطيل تقدم البشرية ونكران أي دور إيجابي لهم في تشكيل الحضارات القديمة. هكذا، يصبح كتابه تمثيلا فكريًا لما ساد أوروبا منذ العصور الوسطى وحتى منتصف القرن العشرين، حيث تظل هذه النظرة الجائرة عن اليهود مستمرة مشوهة لصورتهم التاريخية وتغني عن سرد إسهاماتهم الإنسانية العظيمة.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.