الموسوعة العربية الميسرة – سبع مجلدات

أما هذه ((الموسوعة العربية الميسرة)) فهى جهد جماعة من المديرين كل في اختصاصه، ولكنها قبل هذا جهد عشرات من العلماء المتخصصين استعان بهم المديرون في التخصصات المختلفة، ففي كل مادة، بل في كل جزء من المادة الواحدة أحيانًا، روعى تخصص الذي يكتبها وقدرته على جمع المعلومات العديدة، ثم تمييز الأهم فيها من المهم وهى عملية عسيرة، ثم إخراجها في أوضح أسلوب وأشده اختصاراً، إنها مهمة لا يستطيعها إلا المتخصصون، ولذلك تتعدى قائمة أسماء الكاتبين في هذه الموسوعة العشرات عدداً، ومن ثم كانت هذه الموسوعة هي أول موسوعة عربية حديثة بمعنى الكلمة، هي جهد جماعة كبيرة منظمة متعاونة . ولقد عملت هذه الجماعة وفق أحدث الأساليب والنظم في عمل الموسوعات، فكانت عملية إعداد ضخمة للجذاذات والبطاقات، ثم ترتيبها وتصنيفها. وقد استعانت هيئة الموسوعة في ذلك بالأخصائيين العرب، كما استعانت بالخبراء الدوليين في هذه المضمار، مثلما استعانت بالأستاذ بريدج ووتر رئيس تحرير موسوعتى كولمبيا، وكولمبيا فايكنج دسك . أما تعاون الكُتَّاب الذين كتبوا هذه الموسوعة، وكلهم عرب، فقد كان تعاوناً منظماً وعلى أوسع نطاق، حتى أن المادة الواحدة يكتبها عدة متخصصين كل في دائرته، فابن سينا مثلا يكتب عنه متخصص في الفلسفة، وآخر في الطب أو الكيمياء، ثم تجمع هذه الكتابات لتخرج مادة واحدة متناسقة تدل على تعاون العلماء من جهة، وتدل على احترام التخصص إلى أبعد مدى من جهة أخرى، ولقد ظل مجلس المديرين يجتمع ليرسم الطريق ويعين الشكل النهائي ويحل المشاكل، وكم ذا من المشاكل في أثناء العمل ترد كلها إلى مكتب الموسوعة ليجمعها مع المقترحات ويبوبها ويعرضها على مجلس المديرين في جلسته المقبلة. وكل مدير يلقى زملاءه مرات ومرات بشكل منتظم أول الأمر، ثم كلما دعت الحاجة، ذلك أنه برغم الصعاب، فقد آمنا جميعاً بأنه لا بد من تضافر كل الجهود لتكون هناك بداية – بداية تقطع خيط الزمن بيننا وبين جهود أسلافنا العرب في فهرسة علومهم ومعارفهم، وتقديمها للمثقفين ليفيدوا منها، بداية تكون أولى الخطوات الجادة نحو الحلم العظيم، موسوعة عربية كبرى، تتجدد مع الأحداث والكشوف وتصل المثقف العربي بعمق وفي استمرار، بأحدث تطورات العلوم والفنون في العالم كله ومن حوله .