المملكة من الداخل

تاريخ السعودية الحديث : الملوك – المؤسسة الدينية – الليبراليون والمتطرفون
يخبرنا الكاتب روبرت ليسي حقيقة ما حدث في ارض القوة الغنية بالنفط في الشرق الأوسط اثناء إنشغالنا عنها.

ملحمة عميقة حول دولة في قلب العالم الإسلامي. أهم وأثرى كتاب في الدولة السعودية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. يعرض لنا روبرت ليسي أكثر الحكومات والمجتمعات تعقيداً في العالم. بكتابة أخّاذة جميلة، وبراعة فكرية عالية رجع روبرت ليسي إلى المملكة ليقدّم لنا تصويراً حياً وملهماً لدولة – وعائلة – مقيّدة بالتقاليد وفي سياق لا يرحم نحو الحداثة وقد احتوء كتابه على تفاصيل مروّعة وممتعة في آن واحد لتجعل هذا التاريخ مدهشاً وجديداً وضرورياً. لورنس رايت، مؤلف كتاب “البرج القادم” الفائز بجائزة البوليتزر السعودية دولة المتناقضات. في الوقت الذي يععمل فيه الأمراء الأثرياء ورجال الأعمال على بناء مدن مستقبلية في الصحراء، يحتقر رجال الدين الأصوليون الحداثة الغربية ويحاولون إرجاع قيم المملكة إلى ما كانت عليه قبل ألف وأربعمائة سنة حيث عصر الرسول محمّد، هي أكبر منتج للنفط في العالم، وهي أيضاً من أنتج خمسة عشر خاطفاً من أصل تسعة عشر تسببوا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر. عاش المؤلف صاحب الكتب الأكثر رواجاً روبرت ليسي في المملكة 1979 لبحث قصة الطفرة النفطية وتأليف كتابه المثير “المملكة” الذي حظرته الحكومة السعودية. رجع هذا المؤلف بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليكشف في كتابه الجديد العناصر الدراماتيكية لقصة أغرب من الخيال: كيف وجد أسامة بن لادن ومجاهدوه العرب الدعم من الحكومتين الأمريكية والسعودية. القصة الدموية للاستيلاء على المسجد الحرام في مكة، أقدس بقعة على وجه الأرض. القصة المأساوية لحادثة اغتصاب “فتاة القطيف” وكيف تحولت الضحية إلى متهمة. الطريقة التي اتبعتها في إعادة تأهيل العائدين من غوانتانامو – عن طريق توفير الوظائف والسيارات والزوجات. يسرد ليسي هذه الأحداث الدراماتيكية والمثيرة للجدل عن طريق السعوديين أنفسهم مقدماً صورة مجتمع يحاول أن يتبنّى أفكاراً كان يرفضها سابقاً: التسامح الديني، حقوق الإنسان، المسؤولية السياسية – ليست الديموقراطية بعد – والأكثر تحدياً حقوق المرأة. لكي نفهم عالم القرن الحادي والعشرين الذي نعيشه فإنه ينبغي علينا أن نفهم السعودية: يمثّل هذا الكتاب أفضل تصوير وأدقّه لمملكة الصحراء التي لا نعرفها.