بدأت التخطيط لكتابي هذا منذ سنوات عديدة .. غير أن رغبتي في الإفادة من كل ما تقع عليه يدي من معلومات تنمي الكتاب وتثريه جعلتني أؤجل ظهوره ، وأُرجئه إلى حين..
وخلال فترة قيامي بتدريس اللغة الفارسية – تلك الفترة التي تبدأ في عام ١٩٥٦ مع تخرجي من كلية الآداب وتشرفي بالعمل في جامعة الأزهر – كانت تظهر ، وعلى فترات متباعدة ، عدة كتب عربية وفارسية وأجنبية تتناول قواعد اللغة الفارسية بالشرح والتبسيط، وكان لزاماً على أن أستفيد من هذه الكتب ما أمكني. وفي عام ۱۹۷۵م خرجت بالطبعة الأولى من أول عمل علمي لي .
خرجت بكتابي هذا الذي أعتبره نتاج كل هذه الكتب مجتمعة ، وحصيلة خبرتي المتواضعة التي حصلتها طوال هذه الأعوام الثمانية عشر .
وبادرت إلى إخراجه حين شعرت بحاجة الدارسين إليه وإلى أمثاله من الكتب التي تأخذ بيدهم في طريق الفارسية ، وتمهد لهم السبيل إلى الاغراف من كنوز المؤرخين والأدباء الإيرانيين .
وهأنذا أقدمه إلى أساتذتي .. أقدمه إلى زملائي وزميلاتي … أقدمه إلى الدارسين في أنحاء العالم العربي .. فى مصر ، في الكويت ، في العربية السعودية ، في الجزائر ، في ليبيا ، في لبنان، أقدمه في طبعة ثانية منقحة مضبوطة كلماتها بالشكل .
أقدمه مساهمة مني في تبسيط قواعد تلك اللغة ، ورغبة مني في تبصيرهم بأهم وآخر ما كتب حولها .