بالنظر إلى التنازع التقليدي الذي تتحكم في أمره العقائد والمفاهيم الكلية والمضامين العامة، والتي تشكل بمجموعها (مرجعية) لكل فئة، وجب إيضاح مضامين المرجعيات الأكثر انتشاراً في العالم، ليمكن الكشف بعد ذلك عن أثر هذه المرجعيات في إنشاء الصراع واستمراره، أو عدم تأثيرها.
وفي غمرة الاختلاف الصاخب حول ما الذي نأخذه من الغرب وما الذي نرده؟
تأتي المرجعية لتسهم في وضع إجابات مهمة يمكن من خلالها التفريق بين الانزلاق والانغلاق، والتفريق بين الاستفادة البصيرة والتبعية العمياء وبين المثاقفة المبصرة والمحاكاة العمياء، وبين مقتضيات العصر وأمراض العصر.
على أننا – حتى في داخل الإطار الإسلامي – نجد من خلال المرجعية الإجابة على بعض أسئلة افتراق الأمة إلى فرق عديدة، سواء في نشأتها أو في تطوراتها اللاحقة، وليس من المبالغة القول بأنه يمكن أيضاً دراسة بعض ملامح التاريخ والحضارة الإسلامية وغير الإسلامية استناداً على المرجعيات التي كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية بوصفها مؤثرة تأثيراً مباشراً في النشاط البشري والممارسات بشتى أنواعها.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.