أما المتمرد فهو ظاهرة روحية، ونظرته نظرة فردية بحتة تقوم على أساس أننا أردنا أن نغير المجتمع فعلينا أن نغير الفرد أولاً، فالمجتمع بحد ذاته لا وجود له؛ فهو مجرد كلمة، مثل كلمة «حشد»، وإذا أردت أن تبحث عنه فلن تجده في أي مكان. وحيثما تصادف شخصاً، ستصادف فرداً. إن المجتمع اسم جمع يدل على الجمع. هو مجرد اسم وليس حقيقة؛ إذ لا جوهر له. أما الفرد فذو روح: يمتلك إمكانية التغير والتطور، ويمتلك إمكانية التحول، لهذا السبب، الفرق شاسع بين المتمرد والثوري.
إن التمرد جوهر الدين ذاته، فهو يجلب للعالم تغيراً في الوعي، وإذا تغير الوعي، تغيرت بدورها بنية المجتمع، والعكس غير صحيح. فقد ثبت أن الثورات التي حصلت كانت كلها فاشلة، لم تنجح أي ثورة بعد في تغيير الإنسان. ويبدو أن الإنسان لا يدرك هذه الحقيقة.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.