جديد
تصنعه أحلام الفقراء والبسطاء، وتضع فيه كل آمالها في أن يقضي لها على الظلم، والخيانة والفساد والمفسدين، فهو بطلها المخلص، ومنجدها في وقت الشدائد.. إنه “البطل الشعبي” الذي ترسم ملامحه القريحة الشعبية وفقاً لما تراه محققاً لأحلامها، مستوفياً الشروط والمواصفات التي يحلم بها الضمير الجمعي للبسطاء، وتصيغه المواهب الفذة للرواة الشفاهيين للسير الشعبية، وهؤلاء الأبطال أحيانًا ما يكونون مختلقين، ولا وجود لهم إلا في الحواديت والحكايات.
ولأن القصص الشعبي له تأثيره السحري في العقول، فقد أثرت القصص والحكايات الشعبية في أجيال وأجيال من القراء وتربعت على عرش خيالهم، وتعد بلادنا العربية منبعاً خصباً وغنياً بالقصص والحكايات التراثية التي اعتدنا سماعها، وهي ما تحرص “دار المعارف” على تقديمه في سلسلة “القصص الشعبي” من خلال عرضها لأبرز وأهم قصص التراث الشعبي والسير الشعبية.
حمزة البهلوان
تعد سيرة الأمير حمزة البهلوان أو حمزة العرب من أوائل السير الشعبية العربية، التي رفعت من قدر العرب ونضالهم من أجل تكوين دولتهم المستقلة، فهي سيرة كتبت بالأساس كي ترد على عنصرية بعض الأجناس تجاه العرب، كما ترجع أهميتها لما تتضمنه من محاولة لتأريخ الإمبراطورية العربية / الإسلامية وفق رؤية شعبية وأسلوب روائي شيق وجذاب.
تحوي السيرة موضوعًا رئيساً يتمثل في فكرة وحدة القبائل العربية رافضة حال التشرذم التي كان يعيشها العرب حينذاك، ما جعلهم خاضعين للفرس، وهدفت تلك السيرة إلى تنبيه الفرس إلى أن للعرب دولة موحدة. وبطولة حمزة بشخصيته الخيالية ليس لها وجود تاريخي، وإن كان هذا لا يمنع أن تكون هناك شخصيات أخرى قد حملت هذا العبء البطولي نفسه، غير أن الخيال الشعبي قد منحها الكثير من الروح الأسطورية.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.