نفذ
“ركضت مسرعة الى الداخل، وهي لا تزال تبكي بقوة، وصعدت السلالم الخلفية، ودخلت الى المطبخ، عبر السجادة الملطخة بالدماء، لتعثر على رجال الشرطة. وما وجدته هناك كان مسرحاً لمجزرة كاملة. الأول رأسه مسحوق، فيما الجهة الخلفية لرأس الثاني متطايرة نتيجة طلقات الإم 16. كان دماغه متطايراً في كل مكان على جدار المطبخ. لم تشاهد أبداً من قبل شيئاً مرعباً مثل هذا، وكانت مذعورة جداً لتبكي. كان بوسعهم أن يفعلوا ذلك بها أو بسام، ولا يزال باستطاعتهم فعل ذلك. أما عنصر مكتب التحقيقات الفدرالي فكانا مقتولين بنتيجة طلقات في الصدر والقلب، كان أحدهما مرمياً فوق طاولة المطبخ مع فجوة في ظهره بحجم طبق الطعام، والثاني مستلقياً على ظهره على أرض المطبخ. كان رجلا مكتب التحقيقات الفدرالي يمسكا بمسدساتهما سيغ سادر بعيار 40، فيما أمسك رجلا الشرطة بمسدسات غلوك نصف الأوتوماتيكية عيار 40 في يديهما، لكن أيّاً منهم لم يكن لديه الوقت لإطلاق النار قبل أن يقتلهم الخاطفون. صرف انتباههم لبرهة، إذ كانوا يتحدثون ويشربون القهوة، وكانوا غير مدركين تماماً لما يجري. لقد ماتوا جميعاً. خرجت مسرعة من الغرفة لاستعمال الهاتف والإتصال بأحد، عثرت على البطاقة التي عليها رقم هاتف تيد، فطلبت رقم هاتفه الخليوي. كانت مذعورة جداً بحيث لم تفكر في طلب الطوارئ، وتذكرت انذار الخاطفين لها “بعدم إبلاغ أحد”، أصبح هذا الأمر مستحيلاً الآن مع وجود أربعة شرطيين قتلى في منزلها.” جريمة وضحايا وإرهاب ورعب؛ منخات تزخر بها رواية دانيال ستيل “الفدية” والكاتبة، كما في رواياتها الأخرى، تحاول تصوير المجتمع الأمريكي وما يعج به من أمراض اجتماعية، اصوصية، وإدمان ومخدرات، وجرائم ترتكب لأبسط الأهداف. تتابع الروائية وبأسلوبها السلس مجريات الأحداث، لتشدّ القارئ فيعيش المشاهد التي يراها متحركة من خلال تصويرات الكاتبة البارعة. ويتابع حابساً أنفاسه حيناً، ساخطاً على الإجرام والشخصيات التي تجسده، ومتعاطفاً مع الضحايا، ومستمتعاً بقصة عاطفية تنمو من خضم عالم يفوء بأحمال الفتك والشذوذ والإجرام.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.