بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أما بعد فإن لكل أمة لغتها ، ولكل لغة ثقافتها ، ولكل ثقافة أدبها وتراثها ، والشعر بقسميه الفصيح والشعبي يعد من أدبنا وتراثنا ، فالشعر الشعبي رافد كبير من روافد أدبنا له من الأصالة وقوة الأثر وسلامة المبدأ ما للشعر الفصيح، ولما للشعر من مكانة كبيرة لدى الإنسان منذ نشأته وخصوصا في الجزيرة العربية فقد كان الشعر عند العرب بمثابة الإعلام ينقل أخبارهم وأمجادهم بل كان العرب يرون أن الشعر هو رمز الكرامة والعزة والمنعة وفيه الصورة الحية الصادقة للانطباعات النفسية والميول والغرائز العاطفية كما أننا نجد أن الشعر الشعبي يحتوي على المعاني السامية الرفيعة فهو أقرب ما يكون إلى الطبيعة والصدق في التعبير عن المشاعر والأحاسيس ، إلى جانب ما يحتويه من قصص البطولة والكرم والحب الصادق والعفة والحكم والمواعظ ، وهذا ما يسعى إليه ويتطلبه كل فرد من أبناء هذه الجزيرة، فنجد أن جميع الشعوب تعتز بتراثها الشعبي لما فيه من الذكريات العطرة وما يحتويه من العطاء والآمال والآلام .
(ومن لا تراث له لا حضارة له) وإيماناً مني بأهمية التراث الشعبي ولما لشاعرنا الكبير محسن الهزاني من مكانة كبيرة وشعر متميز وبما أنني أحد أقاربه المهتمين بشعره وبالتراث الشعبي فقد كان واجبا علي جمع وتحقيق هذا الديوان لشاعرنا (محسن) – رحمه الله – وهذا الديوان يتكون من تمهيد وبابين، التمهيد يشمل نسب أسرته (الهزازنة) مع إيراد لمحة جغرافية وتاريخية مختصرة عن موطن آبائه وأجداده وعن بلدته الحريق التي ولد وعاش فيها الشاعر.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.