الزمالك

ماذا سيحدث لو ذهبت لزيارة مدينة ما ووجدت أنك تغوص شيئًا فشيء في محيط هذه المدينة؟ وإنك لا تستطيع الخروج منها. وحتى حين تفارقها؛ لا يمكن للنسيان أن يمس كل تلك الذكريات التي صنعتها بها. كأن المدينة تعيش بكل ذكرياتها وأحداثها داخلك رغما عنك.
هذا ما حدث لـ”أرنا” التي جاءت للقاهرة في زيارة ظنت إنها ستكون سريعة وعابرة، ولكنها أصبحت مقيمة، حيث استمرت زيارتها لأكثر من عشرة أعوام، لتجد نفسها كل يوم تغوص أكثر في نهر هذه المدينة القاهرة، وتقحم في أحداث مختلفة رغما عنها؛ بداية من العمل في محل لبيع التحف الأثرية وصولا لجريمة القتل المريبة. وحتى حين عادت من جديد لوطنها ظلت تشعر بالحنين لتلك المدينة
رغم كل ما رأته فيها.
من السؤال الذي يطرح من الوهلة الأولى عن علاقة الفرد بالمدينة، ومدى التأثر الذي يتركه كل منهم في الآخر، يقدم الكاتب الصربي ” ديان تياجو ستانكوفيتش” تحليلاً كاملاً لبنية المجتمع المصري، وقراءة جديدة للتاريخ الحديث. بداية من منتصف السبعينات وحتى الآن، بكل التحولات التي طرأت على المجتمع من وجهة نظر هذه المرأة الأجنبية، التي اتخذت حي الزمالك كقاعدة انطلاق لها.. لا لرؤية
واختبار المدينة فقط، بل لاختبار العالم أجمع.