اشتمل هذا الكتاب على فوائد تاريخية لأشهر البلدان ولأشهر الرجال ولأشهر الأعمال، ففي كل بلد من البلاد الكبيرة كجدة ومكة والمدينة تكلم عن أوصافها أوصافا جغرافية من جهة تجارتها وعمرانها وعلومها وسكانها ومقابرها ومزاراتها وآثارها، وبين على الخصوص تاريخ مكة القديم والحديث ومن له اليد الطولى في عمارتها، ثم تاريخ الكعبة ومن بناها والأزمان التي بنيت فيها وكسوتها ومن كساها داخلاً وخارجًا، وعين زبيدة ومنافعها وما للأسرة الخديوية من منافع مادية وأدبيّة في تلك البلاد، وحروب الوهابيين وإنقاذ المدينة ومكة منهم. .
لقد أعجبني كثيرًا بيان الحدود والمسافات وتعداد المحاط من مدينة إلى أخرى كما بين مكة والمدينة أو بين المدينة وحيفا مما يحتاج إليه في مثل هذه الأسفار الطوال . كل هذا أقوله بعبارة مجملة تنوّه عما تضمنه هذا الكتاب من نضرة العلم ونور العرفان .
وألطف من هذا أنه نبه على ما يُنتقد في مكة من جهة الأمور الصحية ( خصوصا في عين زبيدة وبئر زمزم وجهة المسعى ) وغير الصحية بأدق عبارة، وطلب الإصلاح بإشارات مؤدبة للغاية، وهذا هو اللائق بكتاب أُلف لغرض شريف هو بيان رحلة أكبر أمير إسلامي، فإنّه لا يليق به إلا الكمال في التأدب والتلطف في البيان .
الشيخ عبد الكريم سلمان