الدقيقة الأولى من الوقت الضائع

فـي هـذه المجموعة القصصية الأولى للكاتبة البحرينية انتصـار الـبـنـاء، همـوم كثيرة تنبثق أصوات تعلو وتنخفض، وحيوات تتشكل في الصباحات والليالي إنها قصص مسكونة بالهـم الـوطـنـي العام، حيث الحياة ليست مشروعا سلسا وإنمـا بحـاجـة للكثير من النشاط والحيوية، ذلك يتبـدى فـي حـركـة الشخوص، في الحب والهجر والسلوى أيضا. القصص مكتوبة باقتصـاد لـغـوي شديد، وبتكثيـف عـال، لكـن ذلـك لا يمنع الحكايـة مـن أن تتشكل، وتصنع محاورهـا، ونتابع بكل جدية واهتمام، نشـاط بطلا القصص وأبطالها وما يقدمونه داخل النصوص. مجموعـة جـديـرة بالقراءة، يختفي منهـا الارتباك المعـروف في الكتابات الأولى، وكاني بها مجموعة صيغت قصصها بعد تجارب عديدة، لنستمتع بها أخيرا.

الروائي العربي أمير تاج السر

أظـن تجـاربـي الإنسانية أكثـر عمـقـا مـنـه فـانـا لـم أحـبـس نفسـي فـي قـمـقـم الانضباط. ولم اربط نفسي بكرسي التعليم كل هذه السنوات التي قضاهـا هـو انـا تنقلت بين الشوارع، ودخلت المستشفيات، وساحات الاحتجاجات وقاعات الفنادق، تعاملت مع الفنانين والأدباء، وحققـت مـع الشحاذين والمتهمين سمعت قصص هـؤلاء جميعا. عرفت معاناتهم. سمعت مبرراتهم، فهمت أمالهم وكيف انتهت مالاتهم، مهنتي في الصحافة فرضت علي أن أتقمص واقعهـم كـي أتمكـن مـن لقائهـم وكـي أعـرف كيف أصـوغ أسئلة تجـرجـرهـم في الحديث إلـى المناطق الشائكة من حياتهم، وتحضهـم عـلـى الاعتراف بما يشعرون بـه هـم ولـيـس مـا حـدث فعلا، حين تعلمت أنا أحكـم عـلـى الآخرين مهما بلغ سوؤهم. صرت صحفية لامعة.