جديد
ما الحرية؟ ولم يقدرها الناس هذا القدر العظيم يا ترى؟ فهل الرغبة فيها أصيلة في الطبيعة البشرية؟ وهل يرغب الناس فيها من حيث هي غاية في نفسها، أم يرغبون فيها من حيث هي وسيلة للحصول على أشياء أخرى؟ وهل الكفاح في سبيل الحرية شاق مرير حتى أن الناس لينصرفون بسهولة عن مواصلة السعي وراء الحصول عليها؟ وهل الحرية من حيث هي، ومن حيث ما يترتب عليها، تبدو هامة أهمية اطمئنان المرء إلى وسائل عيشه مثل الطعام والمأوى والملبس، بل ومثل اطمئنانه إلى الاستمتاع بوقت طيب يقضيه في اللهو؟ وهل كانت الحرية في يوم من الأيام شيئًا أكثر من رغبة في التخلص من بضعة قيود معينة، إذا ما تخلصنا منها ماتت هذه الرغبة، ولم تعد تنبعث فينا من جديد إلا إذا جدت أمور أخرى شعرنا بأنها مرهقة لا تطاق؟
وإنا؛ إذ نقدم اليوم كتابه عن “الحرية والثقافة” إلى قراء العربية نرجو أن يكون ذلك وسيلة للمزيد من الاطلاع فيما عرضه هذا المفكر الكبير من آراء ومبادئ، وحافزًا يزيدنا إيمانًا بضرورة الاستمرار في العمل على النهوض بالحياة الاجتماعية السليمة، والنواحي الثقافية الحقة، والديمقراطية الصحيحة، مع العناية بتمكين الفرد من أن ينمو نموًّا متكاملًا، مستمتعًا بالحرية الصحيحة التي تتيح له الفرص وتوسع له المجال لإيجاد الوسائل والنظم التي ترقى بالمجتمع رقيًّا موصولًا، فيحيا سعيدًا في مجتمع سعيد.هذا، وليس يفوتنا أن نقدم وافر الشكر وأخلصه، لكل من عاون على ظهور هذا الكتاب من هيئات وأفراد، فلولاهم لما رأى النور.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.