الثور يأكل الثورة

كل الشعارات براقة ، و جميع الثورات تبشر بمستقبل أفضل . فليس من المعقول أن يأتي زعيم ثورة يريد أن يحشد خلفه الأنصار و المالولين ، ليبشر شعبه بكابوس ،و إنما دائماً و أبداً يلوح بالحلم.
و هنا يكون السؤال التاريخي و الأزلي : هل يستطيع زعيم الثورة أو قائدها أو مفجرها أن ينقل بلاده إلى مرحلة ما بعد الحلم ، أم يتوقف التغيير عند حد اسم الدولة و العلم و النشيد و العملة.
و في هذا الكتاب نتناول ثورات التاريخ منذ الثورة الفرنسية و حتى يومنا هذا و كيف فعل فعل زعماء هذه الثورات بها ، و ما آلت إليه بلادهم على أياديهم ، و ما حققته شعوبهم أثناء حكمهم.
كما يرصد الكتاب أخطر ما صاحب هذه الثورات من تغيرات ، و كيف حدث أن تمنت بعض الشعوب لو لم تقع الثورات في بلادهم ، بعد أن أدركت أن كل ما فعلته الثورة هو أن وضعت دكتاتوراً مكان آخر.
هذا الكتاب محاولة للوقوف على حقيقة ثورات التاريخ بين المستقبل المأمول ، و الواقع المجهول ، الذي كان ينتظر غالبيتها.